مقابلة مع جريدة البلد بعنوان: عن رئيس دولة قبّل يد عامل التنظيفات…

مقابلة مع جريدة البلد بعنوان: عن رئيس دولة قبّل يد عامل التنظيفات…
December 20, 2017 alihabib
مقابلة مع جريدة البلد بعنوان: عن رئيس دولة قبّل يد عامل التنظيفات…

السيد سامي خضرا: الظاهرة النجاديّة إنتصار لروحانية السياسة لم تكن صورة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، ظاهرة لحين إنتخابه غير المتوقع في العام،

2005 فأثار بأسلوبه البلاغي، غضباً واسعاً في ساحات أخصامه. روي عنه الكثير وعن أفعاله المقترنة بمعتقداته الباطنية ذات الصلة بالتراث الفكري والعقائدي. هذا الرجل الذي ذكر عنه بأنه لا يمتلك سوى بدلة رسمية واحدة للمقابلات الدبلوماسية معتبراً نفسه المسؤول الخدوم الذي يحمل عناوين من بينها الحياة البسيطة والاندماج مع الناس والابتعاد عن الترف وحب الدنيا، هو نفسه الذي قبّل يد عامل التنظيفات في حرم الجامعة اللبنانية أثناﺀ زيارته الأخيرة الى لبنان. خطا أحمدي نجاد خطوات جريئة لم يسبقه إليها رئيس من قبل مترجماً عبارة “كبير القوم خادمهم”. هذه الشخصية المثيرة للجدل التي زارت لبنان الاسبوع الماضي، يقول عنها سماحة السيد سامي خضرا الذي يعنى بالشؤون الإسلامية وكان من بين المترجمين لخطابات الرئيس إنها “ظاهرة بحد ذاتها”.‏

_____________________________________________‏

يقول خضرا: “أن لبنان والمنطقة بعد هــذه الــزيــارة هما غير لبنان والمنطقة قبلها، وذلك لجملة اسباب، أهــمــهــا انـــه ولــلــمــرة الأولــــى يقوم رئيس إيراني بزيارة لبنان في ظل الظروف والتطورات الحاصلة إن على الصعيد اللبناني أو العراقي أو على صعيد تطور القضية الفلسطينية بشكل عام، إذ اننا نرى أن السياسة الأميركية فــي المنطقة تتعرض لانتكاسات متتالية تحمل أكثر من معنى لأننا اذا نظرنا الى لبنان، كذلك فلسطين والعراق سنرى أن السياسة الأميركية هي سياسة مربكة. ولذلك فإن مجيﺀ الرئيس الإيراني الى لبنان ساعتئذن يخلق ما هو معروف بجبهة قائمة على أساس المقاومة والممانعة. يلي ذلك شخصية الرئيس محمود احمدي نجاد التي تعتبر بحد ذاتها فريدة، قل نظيرها في عالمنا العربي والعالم الذي نعيش فيه، فهو رئيس في كل ما للكلمة من معنى، بعيد عن التكبر والمصالح الشخصية، بعيد عن الاستعلاﺀ عن شعبه أو الشعوب الأخـــرى، بعيد عــن البروتوكولات الضيقة التي تحاصر الرؤساﺀ الذين يمكن أن نقول عنهم اليوم بأنهم اشبه بالجبابرة، فكل رئيس عندنا هو إمبراطور بحد ذاتــه. وبالتالي فإن حبه للناس واصراره على خرق كل بروتوكول قريب منه يعكس مدى إخلاص هذا الرئيس لنفسه وشعبه وقضيته، ولأنه مخلص لأهل لبنان من الطبيعي أن يكون الشعب اللبناني مخلصاً له.‏

نظرية إجتماعية‏

ســواﺀ إتفق البعض أو إختلف مــع النهج أو الــطــرح الــذي يتبناه نجاد إستراتيجيا يجد هذا البعض نفسه ملزماً بإبداﺀ الإعجاب بهذه الشخصية. يرجع السيد خضرا هذا الموقف الى نظرية تفرض تسليط الضوﺀ عليها اجتماعياً تقول إنه “وبغض النظر عن الدين أو الخلفية أو العقيدة فإن أي شخصية متواضعة هي شخصية جميلة، وعندما تكون الشخصية متكبرة تبقى متعجرفة وبعيدة يكرهها الــنــاس، وجوهر الرئيس نجاد هو في تواضعه على الرغم من موقعه العلمي والسياسي فهو الاكثر تأثيراً من بين شخصيات المنطقة.‏

أرمن إيران‏

لم تظهر الزيارة الأخيرة لنجاد، أن هناك من يطمئن الشيعة في لبنان، كما يطمئن السنة عن طريق السعودية والمسيحيين عن طريق الــبــابــا، فالرئيس نجاد لــم يخطط لنفسه، ولــم يخطط لــه أن يكون زعيماً للشيعة في لبنان. هذا ما أكده السيد خضرا لعدة اسباب أهمها أن “الشيعة لا ينقصهم لا الزعامة ولا العلماﺀ ولا القيادة منذ مئات السنين، انما لجأ البعض لتسويق فكرة أن نجاد سيأتي الى لبنان كي يلقي بمبادئه فيفرض واقعاً سياسياً بفتح معركة عبر بوابة فاطمة. رغم أن زيارته أتت بناﺀ على دعــوة من رئيس الجمهورية اللبنانية، وعند وصوله استقبلته الدولة اللبنانية، والحكومة اللبنانية والرئيس اللبناني والحرس الجمهوري، كما أنه لم يأت ويذهب من فراغ فقد سبقته قبل خمسة أيام ست عشرة إتفاقية بين الوزارات الإيرانية والوزارات اللبنانية على أكثر مــن صعيد. وأضـــاف “نحن رأينا من خلال من تواجد في طريق المطار وبنت جبيل وملعب الــرايــة أو حتى فــي الاستقبالات الرسمية أن الجميع قد حضر حتى من لا يتوقع حضوره، وعلى سبيل المثال، وجــود أحــد نــواب القوات اللبنانية في المطار، هذا النائب الأرمني الــذي تحدى كل مواقف كتلته نتيجة للسياسة الإيرانية المحترمة تجاه الارمــن في ايــران لم يستطع الا أن ينزل لاستقبال الرئيس نجاد في المطار، ومجيﺀ رئيس الهيئة التنفيذية سمير جعجع الــى القصر الجمهوري مع العلم انه كان يهاجم الزيارة قبل عدة ايام، فوقف يوم الأربعاﺀ في -16 2010-10 الساعة الرابعة عصراً كي يلقي التحية على الرئيس نجاد من بعيد من دون مصافحته واظهر عدم اعتراضه للجلوس معه ومصافحته، وعند الساعة التاسعة كان الرئيس نجاد يتحدث عن الدبلوماسيين الأربـــعـــة الــذيــن خطفهم بعض العملاﺀ وسلّمهم لإسرائيل، فكان جعجع حاضراً الى جانب العديد من الشخصيات الأخرى.‏

الظاهرة النجادية‏

الــســؤال الـــذي طــرح نفسه خلال الزيارة خاصة بعدالترويج الاعلامي الذي رافقها هو “هل يعتبر نجاد شخصية كاريزماتية حقيقية أم أنه من صنع وسائل الإعلام فقط”؟ في هذا الإطار يرى السيد خضرا أنه “على اللبناني أن يعتاد منذ الآن على ما يسمى” الظاهرة الــنــجــاديــة “، فــأحــمــدي نــجــاد هــو إبن مدرسة المراجع في إيران، التي تنظر الى المقامات والمناصب ليس كهدف بحد ذاته بعكس ما هو سائد في لبنان ولذلك فإن الشعب اللبناني مستغرب جداً”. وذكر السيد خضرا “أن أحد الوزراﺀ اللبنانيين الذي كان مرافقاً للرئيس نجاد في كل مراحل الرحلة، إندهش من طريقة تعامل الوفد الايراني بين بعضه البعض، ومع رئيسه، حيث لدينا في لبنان بعض المظاهر الغريبة التي تفوق بتعقيدها أي مظاهر موجودة في العالم.‏

الإبن البار‏

لا يــصــعــب الــحــديــث عـــن مــدى إنسجام الثورة الإسلامية مع شخصية نجاد الشعبوية بينما هناك أمثلة أكثر تأنقاً كالرئيس محمد خاتمي ومنوشهر متقي، فمن الطبيعي جداً أن أي ثورة في العالم، يتراجع عنها البعض ويستمر فيها البعض الآخـــر، وهــنــاك مــا يسمى فــي علم الاجتماع والعلوم السياسة بسحر البدايات. والى ذلك أكد خضرا أنه عــنــدمــا يتربى الــمــســؤول على يد الثورة ويشارك في الحرب الإيرانية – العراقية ليدافع عن الدولتين معاً فيتعرض للموت ثم يواصل عمله، ويتطوع في الحرس الثوري الايراني البلد ، عمدة القوة الايرانية، ثم يصبح رئيس بلدية فرئيساً للجمهورية ويرفض الانتقال من منزله الشعبي فــي الأحــيــاﺀ الشعبية الــى القصر الجمهوري ليس كثيراً أن نقول عنه حينئذ أنه الإبن البار للثورة”.‏

روحانية سياسية‏

نقل خضرا أن من جملة الجاذبية، للرئيس نجاد هو تكلّمه السياسة بلغة روحانية، قائلاً: “أنا من الأشخاص الذين ترجمت له خطابه الذي القاه في الجامعة اللبنانية، وقد لاحظت استغراباً عند البعض اذ اننا لم نعتد على أن يتكلم أحــد في الروحانية والسياسة معاً. لقد فسّر الرئيس نجاد السياسة على أنها تسيير أمور الناس، بخلاف ما صدّرته السياسات الأميركية والغربية والانتهازية، فما عاد البعض ينظر الى السياسة الا بوصفها نقيضاً لــلأخــلاق”. اردف: “تلخصت محاضرة الرئيس نجاد في الجامعة اللبنانية في هذين السطرين” ان الله تعالى هو العالم والقادر والعادل وعلى من يخدمون الناس أن يكونوا علماﺀ وقادرين فكل سياسة وكل إقتصاد يجب أن يكونوا في خدمة الناس، وكل من يخالف هذا المبدأ هو شيطان، لا دخل له في تسييس أمور الناس، وقد قلت لبعض الأساتذة أثناﺀ الترجمة أن كــلام الرئيس نجاد ســوف يحدث أزمة تتحول الى فضيحة على الساحة اللبنانية، خاصة عندما تناول موضوع الكهرباﺀ فقال لهم نحن مستعدون أن نقدم لهم الكهرباﺀ بنفس الكلفة الحالية لكن سبعة أضعاف”.‏

Cadre‏

يكرر الرئيس نجاد كلمة “انا خادمكم” وهي كلمة كان يرددها رئيس مرّ على الثورة قبل 27 عاماً واستشهد على ايدي عملاﺀ أميركا وهو الرئيس الإيراني الشهيد محمد علي رجائي، ومن يعرفه يعلم أنه أقرب شخصية للرئيس نجاد في ملبسه وفي شكله وتصرفاته وعلاقاته.‏

Cadre‏

عندما وصل الرئيس نجاد الى الجامعة اللبنانية متأخراً مدة نصف ساعة تقريباً وكان الحضور قد ملأ القاعدة دخل الوفد وخاصة وزير الخارجية متكي من الباب المخصص لكبار الزوار لكن الرئيس نجاد عندما التفت وجد مجموعة من الطلاب ينتظرونه على الباب العام وعندما سأل عنهم فقيل له أن هؤلاء ينتظرونك فرفض حينها الدخول من باب كبار الزوار المخصص وتوجه الى الطلبة وصافح بعضهم ثم داخل من الباب العادي وفاجأ الناس.اثناء خروجه كان يقف أحد عمال التظيفات في باحة الجامعة فاقترب من الرئيس نجاد وقد أمر للحراس ان يتركوه فاقترب وانحى لكي يصافحه فأنحى الرئيس نجاد وقبّل يد رجل التنظيفات.‏

0 تعليق

اترك تعليق

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*