مقدمة الكتاب
من جملة الأمور الملحوظة في حياة المسلمين في الزمن الحالي عدم ثقتهم بأنفسهم، وأعني بذلك دينهم، والأحكام الشرعية الصادرة عنه، فتراهم يُناقشون فيها كأنهم يُناقشون أستاذاً أو زميلاً، وينسون أنها أحكام شرعية مُنْزلة من الله ربّ العالمين.
وكثُرت هذه الظاهرة في السنوات الأخيرة، كنتيجة منتظرة لجهود الإعلام المعادي التي تضخ على مدار الساعة ومؤسساته ومستشرقيه وجامعاته وأبواقه المختلفة والتي من بينها بعض أبناء المسلمين الذين درسوا عندهم أو في جامعاتهم أو تأثَّروا بنظرياتهم وكتبهم….
ويتجلّى ذلك بأنك يمكن أن تُقنع شخصاً بأمر ما، إذا نسبته إلى دراسة بريطانية أو رأي أمريكي أو بحث جامعي أو نشرة أوروبية أو إحصاء مُدَّعى… ولا يتوفر لك ذلك ولا تنجح إذا قلت له : قال الله تعالى أو قال رسوله _ا!!!
هذه مأساة وضحالة وانهزام لا تبشِّر بالخير ولا تُحيي أمّة.
معيبٌ أن نُعرِض عمَّا عندنا وهو إلهي ووحيٌ يوحى، ونأخذ كل ما يصدر عن الآخرين وهو قابل للخطأ أو الاشتباه أو القصور…
ويُمكن أن يُنقض في اليوم التالي بنظرية معارضة أو إحصاء مخالف أو دراسة تنقده.
ما عندنا ثوابت، وما عندهم ينتقل من تغيير إلى تغيير.
ما عندنا إلهي، وما عندهم بشري…. فهل تصح المفاضلة؟!
هيهات.
خادم الإسلام والمسلمين راجي الدعاء سامي خضرة.
لتحميل الكتاب اضغط هنا :