وأخيراً “بقَّ السيد البحصة ” في لزوم فتح ملف المحرِّضين والخونة “والفسَّادين”. فالذي لا شك فيه , لكل مُطَّلع على تاريخ لبنان الحديث , أن
العمالة للعدو أو حتى التجسس لا يعتبر جريمة حقيقية ينصب لها القضاء ميزانه , والدليل المبسَّط على ذلك أن شخصيات سياسية معروفة مضت أو م ازالت أقرَّت ” تبجُّحاً ” بعمالتها في مذكرات أو مقابلات لها , ولم يمنعها ذلك من تبوُّء المناصب , وحماية التابعين بل التفاخر بالإنتماء لمثل هذه المدرسة !
وهذه إحدى مفردات ” الصيغة اللبنانية الفريدة ” , حيث قلَّ أن تجد دولة في العالم أو في التاريخ الغابر تحمي العملاء والجواسيس كما هي الحال عندنا في لبنان .
لا شك أن “بحصة ” السيد سوف تُدخلنا جميعا ً في مدخل هو أكثر من ضرورة وبداهة لأي وطن أو شعب أو نظام أو مجتمع , ولو كان ” فريداً ” في صيغته .
ويقتضي هذا المدخل المبارك البديهي أن نرى في الأيام القادمة نماذج خبِرْناها وأَدْمنَّاها في ضروب الدَّجل والمزايدة والتضليل والمقايسة العنصرية والإستعلاء المَرَضي .
عاجلا ً أو آجلا ً كان يجب أن يُفتح هذا الملف باباً عريضاً أيا كانت النتائج والمترتِّبات حتى نتخلص من مهزلة طالت قرناً ونصف .
طوبى لبحصة “بحصة سيد ” وراءها كسارة , طالما أمعنت في تدمير بيئة لبنان “المعنوية” هذه المرة .
السيّد سامي خضرة
كاتب لبناني
$(function(){ $('#share').click(function(){ $('#social-buttons-container').toggle(); }); });