الإيمان والغيب

الإيمان والغيب
November 21, 2017 alihabib
الإيمان والغيب
تعريف الإيمان والغيب: فالإيمان هو تمكن الإعتقاد من القلب، وأمنٌ من الريب والشك، وهو ذو مراتب متعددة،و للمؤمنين طبقات على حسب طبقات الإيمان.

والغيب خلاف الشهادة، وينطبق على ما لايقع عليه الحس، وهو الله تعالى وآياته الكبرى الغائبة عن حواسنا والوحي وهو قوله تعالى :” والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ (4)/البقرة “‏

والتقوى لا تتم إلا مع اليقين بالآخرة ” وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4)/البقرة “‏

والضلال عن سبيل الله ناتج عن نسيان يوم الحساب ” وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ (26)/ص “‏

فالذين لا يذعنون ليوم الحساب ويعملون للدنيا ويتمتعون بمادياتها فحسب،يخالفون إرادة الله في عباده ودين الحق وملة الفطرة أي الإسلام .‏

واللام في “الدين” هي للعهد ويراد به الإسلام ( الآية بعد سطرين )‏

الإيمان بالله فطري :‏

والفطرة إيجاد وإبداع ، فلا تحتاج الى بينة ودليل ” فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (30)/الروم “‏

والإنسان كسائر المخلوقات مفطور بفطرة تهديه الى تتميم النواقص، ورفع الحوائج ، وإدراك ما ينفع وما يضر ” وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا /الشمس “‏

وهو مجهز بما يهدف من مقاصد ” ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ (20)/عبس “‏

فللإنسان فطرة خاصة تهديه الى سُـنة خاصة وسبيل معين…‏

والتوكل ينتج عن الإيمان بالله والتسليم له ” وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُواْ (84)/يونس “‏

وضعف الإيمان ينتج عن التعلق بالدنيا ومظاهرها والأموال والأولاد ” إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ (15)/التغابن”‏

ولإنكبابهم على الدنيا وإنجذابهم الى زينتها وسهوهم وغفلتهم عن موجبات الفطرة……ولو حرصنا وأحببنا إيمانهم ” وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ (103) ……. وَكَأَيِّن مِّن آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ (105) /يوسف “‏

تبليغ الدين وكتمانه :‏

الكتمان يحصل بعد البيان والتبيين،بتبليغ الحاضر الغائب ،والعالم الجاهل، فهؤلاء من وسائط التبليغ…كاللسان والكلام ” إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ (159)/البقرة”‏

” وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ (213)/البقرة “‏

فالإختلاف ناتج عن البغي والإنحراف والإخفاء والتأويل‏

والتبليغ واجب من خلال تذكير الناس بالله وآياته لتستيقظ غريزة الخشية فيتذكروا ويتقوا….وإن إستنكفوا لن يكونوا معجزين لله سبحانه بطغيانهم وتكذيبهم :‏

” طه (1)‏

مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى (2)‏

إِلَّا تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَى (3)‏

تَنزِيلًا مِّمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى (4)/طه “‏

والتذكرة إيجاد الذكر فيمن نسي الشيء … لأن إخلاد الإنسان الى الأرض وإقباله على الدنيا وإشتغاله بما يهواه .. يصرفه عن فطرته.‏

——————–‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏

السيد سامي خضرا‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏

——————-‏

0 تعليق

اترك تعليق

Your email address will not be published. Required fields are marked *

*