والغيب خلاف الشهادة، وينطبق على ما لايقع عليه الحس، وهو الله تعالى وآياته الكبرى الغائبة عن حواسنا والوحي وهو قوله تعالى :” والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ (4)/البقرة “
والتقوى لا تتم إلا مع اليقين بالآخرة ” وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (4)/البقرة “
والضلال عن سبيل الله ناتج عن نسيان يوم الحساب ” وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ (26)/ص “
فالذين لا يذعنون ليوم الحساب ويعملون للدنيا ويتمتعون بمادياتها فحسب،يخالفون إرادة الله في عباده ودين الحق وملة الفطرة أي الإسلام .
واللام في “الدين” هي للعهد ويراد به الإسلام ( الآية بعد سطرين )
الإيمان بالله فطري :
والفطرة إيجاد وإبداع ، فلا تحتاج الى بينة ودليل ” فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (30)/الروم “
والإنسان كسائر المخلوقات مفطور بفطرة تهديه الى تتميم النواقص، ورفع الحوائج ، وإدراك ما ينفع وما يضر ” وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا /الشمس “
وهو مجهز بما يهدف من مقاصد ” ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ (20)/عبس “
فللإنسان فطرة خاصة تهديه الى سُـنة خاصة وسبيل معين…
والتوكل ينتج عن الإيمان بالله والتسليم له ” وَقَالَ مُوسَى يَا قَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُواْ (84)/يونس “
وضعف الإيمان ينتج عن التعلق بالدنيا ومظاهرها والأموال والأولاد ” إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ (15)/التغابن”
ولإنكبابهم على الدنيا وإنجذابهم الى زينتها وسهوهم وغفلتهم عن موجبات الفطرة……ولو حرصنا وأحببنا إيمانهم ” وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ (103) ……. وَكَأَيِّن مِّن آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ (105) /يوسف “
تبليغ الدين وكتمانه :
الكتمان يحصل بعد البيان والتبيين،بتبليغ الحاضر الغائب ،والعالم الجاهل، فهؤلاء من وسائط التبليغ…كاللسان والكلام ” إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ (159)/البقرة”
” وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ (213)/البقرة “
فالإختلاف ناتج عن البغي والإنحراف والإخفاء والتأويل
والتبليغ واجب من خلال تذكير الناس بالله وآياته لتستيقظ غريزة الخشية فيتذكروا ويتقوا….وإن إستنكفوا لن يكونوا معجزين لله سبحانه بطغيانهم وتكذيبهم :
” طه (1)
مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى (2)
إِلَّا تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَى (3)
تَنزِيلًا مِّمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى (4)/طه “
والتذكرة إيجاد الذكر فيمن نسي الشيء … لأن إخلاد الإنسان الى الأرض وإقباله على الدنيا وإشتغاله بما يهواه .. يصرفه عن فطرته.
——————–
السيد سامي خضرا
——————-