بسم الله الرحمن الرحيم…. لا شك أن مقدار الإلتزام والتدين يختلفان بين فرد وآخر. وهذا عين ما حصل مع الأمم السالفة من الذين أُوتُوا الْكِتَابَ
وَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ!
قال الله ربي جل جلاله :
” أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ ۖ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (16)” الحديد
وكذلك نظرته إلى الدنيا …ونمط العيش وكيفية الإستفادة من العمر والوقت والصحة والعافية .
وكذلك العمل فيها والهدف منها….
كل ذلك يُنتج خلطا يجعل الناس درجات..
قال الله ربي جل جلاله :
” … مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ …(152)” آل عمران
وقال ” … وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ (45)” التوبة
دَرَجَاتٌ عِنْدَ اللَّهِ:
قال الله ربي جل جلاله :
” هُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (163)” ال عمران
وعن مولانا رسول اللّه (ص ) : “إن أعلى منازل الايمان درجةٌ واحدة من بلغ إليها فقد فاز وظفر , وهو أن يـنـتـهـى بـسـريـرتـه فـي الـصـلاح إلـى أن لا يـبـالـي لـها اذاظهرت ولا يخاف عقابها اذا استترت”
وعن الامـام الـصادق (ع ):” إن الايمان عشرُ درجاتٍ بمنزلة السلم , يصعد منه مرقاة بعد مرقاة…”
أُنس الرفيق :
وطالب الصراط المستقيم يطلب أمرا أكثر الناس عنه ناكبون !
فمرافقوه قلة , ومشاكسوه كثرة ..
والنفوس مجبولة على وحشة التفرد ..
وعلى الأنس بالرفيق..
لذا ألجأنا الله تعالى إلى التأسي بخير خلقه ” وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا (69)
ذَٰلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ … (70) ” النساء
أدرى بحاله:
لذا النِّسب تختلف , وكل إمرئٍ أدرى بحاله!
قال الله ربي سبحانه :
” بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَىٰ نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ (14) وَلَوْ أَلْقَىٰ مَعَاذِيرَهُ (15)” القيامة
المؤمن الحريص:
المؤمن الحريص لا يكتفي ولا يرضى ولا يقف….بل يعزم ويجدد النية .
ويأنس مع القلة ….
قال الله ربي سبحانه :
وَأَنَّ هَٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ۖ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (153)الأنعام
يقول العالم العارف السيد محمد العيناثي العاملي وهو من أعلام القرن الحادي عشر في كتابه آداب النفس ص 198 :
ومن الناس طائفة قد جعلت التشيع مكسبا لها مثل النياحة والقصص .. لا يعرفون من التشيع إلا البكاء وحب المتدينين بالتشيع .. وجعلوا شعارهم لزوم المشاهد ، وزيارة القبور ، كالنساء الثواكل ، يبكون على فقدان اجسامنا وهم بالبكاء على انفسهم أولى( وكذلك نص مشابه في رسائل إخوان الصفا ج4 ص199) (1)
________________________________
(1) يتألف الكتاب من 672 صفحة ، وأحتوى على ستة وعشرين فصلاً في تأديب النفس على ضوء الكتاب والسنة النبوية, وهو مرتب على مقدمة وفصول متعددة تطرقت للمسائل التالية: في الترغيب من الطاعات والزهد في الدنيا في العزلة والخلوة، في صحية الأنفس الطاهرة والأنس بالأخلاق الباهرة، في آداب النفس بالعفة والتقوى والزهد والورع في الشكر في المعارف والسعادات النفسية، في آداب النفس، في آداب السفر، في العجب وأحوال الزهاد في الموت وما يتصل به، في التواضع والتكبر، في الحياة والوفاء، في الخوف والرجاء، في الفقر والجوع، في الحرص والأمل، في قمع الأنفس ومخالفتها في شهواتها، في الغضب والحلم، في استصلاح نفس الإنسان، في الخير والشر، في أن أسباب الشرور بالعرض، في كمية أنواع الخيرات والشرور، في كيفية معاشرة إخوان الصفاء، ماهية الإيمان وخصال المؤمنين ومناماتهم في آداب الدعوة إلى الله تعالى.