حق الوالد
الجمعة 29 ربيع الثاني 1431 الموافق 16/4/2010
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ
حق الوالد
الوالد أصل , فهو أصلك وأنت فرعه …وكل ما فيك منه , وأنت تنسب إليه. قال الإمام السجاد عليه
السلام : ” وأما حق أبيك فأن تعلم أنه أصلك فانه لولاه لم تكن ، فمهما رأيت من نفسك ما يعجبك فاعلم أن أباك اصل النعمة عليك فيه ، فاحمد الله واشكره على قدر ذلك ولا قوة إلا بالله “.
لذا يجب إحترامه وتقديره بلا حدود , وبلا مقابل…وهذا من أبرز سمات المجتمع الإسلامي….فعليك أن تبره كبيرا كما رحمك صغيرا .
من الآثار المترتبة على عقوق الوالدين: التعرض لسخط الله تعالى ، وعدم قبول الطاعات وغير ذلك :
عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : رضى الله في رضى الوالد , وسخط الله في سخط الوالد .
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : رضا الله مع رضى الوالدين ، وسخط الله مع سخط الوالدين .
ويقول الاِمام جعفر الصادق عليه السلام في هذا الخصوص : أيّما رَجلٍ دعا على ولده أورثه الله الفقر.
ومن الدعوات المستجابات : دعوة الوالد على ولده .
ومن السنة أن توقر الوالد ومن الجفاء أن تدعوه باسمه ومن حقه أن تخشع له عند الغضب وشكره على كل حال ومساعدته…ومن حق الوالد على ولده كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : أن لا يمشي أمامه ولا يجلس قبله ولا يسميه باسمه ولا يستسب له.
آداب التعامل مع الأب في الكلام والنظر والمشي والخدمة :
فبخصوص الكلام ورد عن الحكم قال: قلت لأبي عبدالله(ع):(….. فإن أنت خاصمته فلا ترفع عليه صوتك، وإن رفع صوته فاخفض أنت صوتك)
وعن الإمام جعفر الصادق عليه السلام قال : « أدنى العقوق أفّ ، ولو علم الله عزَّوجلَّ شيئاً أهون منه لنهى عنه » .
وبخصوص النظر ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم النظر في ثلاثة أشياء عبادة ” النظر في وجه الأبوين، وفي المصحف ، وفي البحر…” وفي رواية النظر إلى الكعبة عبادة ،والنظر إلى وجه الوالدين عبادة ، والنظر في كتاب الله عبادة ” …
وقال صلى الله عليه وآله وسلم : ما بر أباه من حد إليه الطرف بالغضب.
وعن الإمام الصادق عليه السلام : « لا تملأ عينيك من النظر إليهما إلاّ برحمة ورقّة ، ولا ترفع صوتك فوق أصواتهما ، ولا يدك فوق أيديهما ، ولا تقدَّم قدّامهما » .
وقال عليه السلام : « … ومن العقوق أن ينظر الرجل إلى والديه فيحدّ النظر إليهما » .
وقال عليه السلام : « من نظر إلى أبويه نظر ماقتٍ وهما ظالمان له ، لم يقبل الله له صلاة » .
وبخصوص التخلق بأخلاقه يقول الاِمام الباقر عليه السلام : «من سعادة الرّجل أن يكون له الولد ، يعرف فيه شبهه : خَلقه ، وخُلقه ، وشمائله» .
وبخصوص خدمته حيث تجب رعاية الوالدين رعاية صحية ، عن إبراهيم بن شعيب قال : قلت لأبي عبدالله عليه السلام : إنّ أبي قد كبر جداً وضعف ، فنحن نحمله إذا أراد الحاجة ؟ فقال : « إنّ استطعت أن تلي ذلك منه فافعل ، ولقّمه بيدك ، فإنّه جُنّة لك غدا ».
وبعد مماته فقد روي أن من بر أباه في حياته، ولم يدع له بعد وفاته، سماه الله عاقاً.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله : مر عيسى بن مريم عليه السلام بقبر يعذب صاحبه ، ثم مر به من قابل فإذا هو ليس يعذب ، فقال : يارب مررت بهذا القبر عام أول فكان صاحبه يعذب ، ثم مررت به العام فإذا هو ليس يعذب ، فأوحى الله عزوجل إليه : ياروح الله إنه أدرك له ولد صالح فأصلح طريقا وآوى يتيما فغفرت له بما عمل ابنه .
الختام :
وعقوق الوالدين من الكبائر التي تستلزم دخول النار ، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقال للعاق اعمل ما شئت من الطاعة فإني لا أغفر لك ، ويقال للبار اعمل ما شئت فإني أغفر لك.
وقال أمير المؤمنين عليه السلام : « من أحزن والديه فقد عقّهما ».
و قال الإمام الصادق عليه السلام : « عقوق الوالدين من الكبائر ، لأنّ الله عزَّ وجلَّ جعل العاقّ عصياً شقياً » (إشارة لقوله تعالى: وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا (32)مريم)
ويجب على الولد الأكبر أن يقضي عن والده ما فاته من صلاة وصوم.