الصدق والكذب
الجمعة 4 ربيع الأول 1431 الموافق 19-2-2010
قال الله ربي جل جلاله : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ (119) التوبة والصدق إنما يكون بالأقوال
والأفعال والأحوال( إستواء القلب والجوارح على الإخلاص)
والصادق ” يتقلب في مطلوب رضا ربه بتتبع محابه وتنفيذ أوامره” فهو يعيش في التعبد لمحبوبه تعالى مستكثرا من الأسباب المقربة له .
الصدق والكذب:
إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ (3)الزمر
قال أبو جعفر عليه السلام: يا أبا النعمان لا تكذب علينا كذبة فتسلب الحنيفية… ولا تستأكل الناس بنا فتفتقر، فإنك موقوف لا محالة ومسؤول، فإن صدقت صدقناك وإن كذبت كذبناك.
كان علي بن الحسين صلوات الله عليهما يقول لولده: اتقوا الكذب، الصغير منه والكبير في كل جد وهزل، فإن الرجل إذا كذب في الصغير اجترء على الكبير، وأما علمتم أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: ما يزال العبد يصدق حتى يكتبه الله صديقا وما يزال العبد يكذب حتى يكتبه الله كذابا.
عن أبي عبدالله عليه السلام قال: لاتغتروا بصلاتهم ولا بصيامهم، فإن الرجل ربما لهج بالصلاة و الصوم حتى لوتر كه استوحش، ولكن اختبروهم عند صدق الحديث وأداء الامانة.
عن عمرو بن أبي المقدام قال: قال لي أبوجعفر عليه السلام في أول دخلة دخلت عليه: تعلموا الصدق قبل الحديث.
خطورة الكذب:
وعنه صلى الله عليه وآله: “إذا كذب العبد تباعد الملك عنه ميلا من نتن ما جاء به”.
وعنه صلى الله عليه وآله: “الكذب ينقص الرزق”،
وعن الإمام علي عليه السلام: “اعتياد الكذب يورث الفقر”.
الكذب والإيمان :
فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَىٰ يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (77) التوبة
إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ (105)ا لنحل
عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن الكذب هو خراب الايمان(أى هو سبب خراب الايمان وقد يقرء بتشديد الراء فهو جمع خارب وهو اللص).
عن أبي جعفر عليه السلام قال: إن أول من يكذب الكذاب، الله عز وجل ثم الملكان اللذان معه، ثم هو يعلم أنه كاذب.
عن الاصبغ بن نباتة قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: لايجد عبد طعم الايمان حتى يترك الكذب هزله وجده.
الكذاب المدعي :
عن معاوية بن وهب قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: إن آية الكذاب بأن يخبرك خبر السماء والارض والمشرق والمغرب فإذا سألته عن حرام الله وحلاله لم يكن عنده شئ(ذلك لان العلم بحقائق الاشياء على ما هي عليه لا تحصل لأحد إلا بالتقوى وتهذيب السر عن رذائل الاخلاق، قال الله تعالى: ” إتقوالله ويعلمكم الله ” ولا يحصل التقوى الا بالاقتصاد على الحلال والاجتناب عن الحرام ولا يتيسر ذلك إلا بالعلم بالحلال والحرام فمن أخبر عن شئ من حقائق الاشياء ولم يكن عنده معرفة بالحلال فهو لا محالة كذاب يدعى ما ليس عنده).
الكذاب المصر :
عن عبد الرحمن بن الحجاج قال: قلت لأبي عبدالله عليه السلام: الكذاب هو الذي يكذب في الشئ؟ قال: لا، ما من أحد إلا يكون ذلك منه ولكن المطبوع على الكذب(أى المجبول عليه بحيث صار عادة له ولا يتحرز عنه ولا يبالى به ولايندم عليه ومن لا يكون كذلك لا يصدق عليه الكذاب مطلقا أو المراد الذى يكتبه الله كذابا).
عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قال عيسى ابن مريم عليه السلام: من كثر كذبه ذهب بهاؤه.
قال أميرالمؤمنين عليه السلام: ينبغي للرجل المسلم أن يجتنب مواخاة الكذاب، فإنه يكذب حتى يجيئ بالصدق فلا يصدق.
عن عبيد بن زرارة قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: إن مما أعان الله به على الكذابين النسيان(يعنى أن النسيان يصير سببا لفضيحتهم وذلك لأنهم ربما قالوا شيئا فنسوا أنهم قالوه فيقولون خلاف ما قالوا فيفتضحون).
الإستماع للكذب :
وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا ۛسَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ(41) المائدة
وقال الله ربي سبحانه : قَالَ اللَّهُ هَٰذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ ۚ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (119) المائدة
لا تقول كل ما تسمع :
جاء في الحديث عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله قال: كفى بالمرء إثما أن يحدِّث بكل ما سمع .
وعن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله: “حسبك من الكذب أن تحدث بكل ما سمعت”.
ومن كتاب له عليه السلام إلى الحارث الهَمْدَاني وَلاَ تُحَدِّثِ النَّاسَ بِكُلِّ مَا سَمِعْتَ بِهِ، فَكَفَى بِذلِكَ كَذِباً/ك 69