الزوجة الصالحة
بسم الله الرحمن الرحيم…. قال اللهُ سبحانه: هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ … كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ
لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (187) البقرة
المرأة الصالحة لا حدَّ لقدرها:
المرأة المتحلِّية بأخلاق الإسلام في عفافها وحجابها ولسانها ونقاوة قلبها… ليس لها وصف يُؤدِّي حقَّها.
ولا مبالغة أنَّ هذه المرأة هي أهم نعمة بعد نعمة الإسلام والتوحيد.
قال مولانا الإمام الصادق عليه السلام: إنَّما المرأة قلادة فانظر ما تتقلَّد، وليس للمرأة خطر (قيمة أو ثمن أو وصف) لا لصالحتهن ولا لطالحتهن:
فأمَّا صالحتهن فليس خطرها الذهب والفضة، هي خيرٌ من الذهب والفضة.
وأمَّا طالحتهن فليس خطرها التراب، التراب خيرٌ منها (معاني الأخبار ص144)
الرأفة بالمرأة وعدم إرهاقها:
لا شك أنَّ الإسلام أوصى بالمرأة بشكل خاص والرأفة بها والتلطف معها واحترامها في جميع الحالات، وهذا ما نراه في بعض ما مرَّ ويمرُّ معنا.
قال النبي صلَّى الله عليه وآله: ما زال جبرائيل يوصيني بالمرأة، حتَّى ظننتُ أنَّه لا ينبغي طلاقها، إلاَّ من فاحشةٍ مبيِّنةٍ (عدَّة الداعي ص62)
بل خفَّف عنها بعض التكاليف والمسؤوليات والمهام حتى تقوم بواجبها الاجتماعي وخاصة داخل الأسرة وفي النشاط التربوي الشخصي والعام… فلا تستغرق في أُمور على حساب أُمور أُخرى أهم، تُناسب فطرتها وطبيعتها… وهذا ما يُؤدِّي بها وبالآخرين إلى الاستقرار والهناء.
ورد في النص: «… ولا تملك المرأة من الأمر ما جاوز نفسها، فإنَّ ذلك أنعم لحالها، وأرخى لبالها ، وأدوم لجمالها، فإنَّ المرأة ريحانة وليست بقهرمانة……» (كشف المحجة ص157)
استحباب خدمة المرأة زوجها في البيت:
وبما أنَّ الحياة مسؤولية وتكليف وفيها جهد ومتابعة، كان لا بدَّ من تقسيم الأعمال والمهام مبدئياً، لأنَّ الاستثناء لا يُقاس عليه.
والعنوان العام يقتضي بتحمل الرجل المسؤولية خارج المنزل، وتحمل المرأة المسؤولية داخله.
وهذا هو المناسب للفطرة والتكوين النفسي والجسدي.
ومهما حاول البعض الاستثناء أو المبالغة، فلن يُغيِّروا خلق الله تعالى، فالمرأة تبقى امرأة ، والرجل يبقى كذلك.
وكل المحاولات المضادة ما هي إلاَّ كطحن الهواء!
عن أبي البختري، عن أبي عبد الله عليه السلام، عن أبيه عليه السلام قال: تقاضى عليّ وفاطمة إلى رسول الله صلَّى الله عليه وآله في الخدمة، فقضى على فاطمة عليها السلام بخدمتها ما دون الباب، وقضى على عليّ عليه السلام بما خلفه (وسائل الشيعة ج14، ح25341)
وعن ورام بن أبي فراس في كتابه قال: قال عليه السلام: المرأة الصالحة خير من ألف رجل غير صالح، وأيّما امرأة خدمت زوجها سبعة أيام أغلق الله عنها سبعة أبواب النار وفتح لها ثمانية أبواب الجنَّة تدخل من أيها شاءت(وسائل الشيعة ج14، ح25342)
وقال عليه السلام: ما من امرأة تُسقي زوجها شربة من ماء، إلاَّ كان خيراً لها من عبادة سنة، صيام نهارها وقيام ليلها، ويبنى الله لها بكل شربة تسقي زوجها مدينة في الجنَّة وغفر لها ستين خطيئة (وسائل الشيعة ج14، ح25343)