الغرور

23-11-2017

الغرور

الغرور بسم الله الرحمن الرحيم... الغرور الغرور لغة يقال: غررت فلانا أي أصبت غرته ونلت منه ما أريده.. والغرة: غفلة في اليقظة. وغارت الناقة: قلَّ لبنها بعد أن ظُن أن لا يقل، فكأنها غرت صاحبها.‏ الغرور إصطلاحا‏ الغرور على ما عرفه بعض علماء الأخلاق، هو سكون النفس إلى ما يوافق الهوى ويميل إليه الطبع عن شبهة وخدعة.‏ وقيل : إشتباه النفس بتصور الشر على أنه خير...وذلك بسبب الهوى.‏ وهو أحد المفاسد الأخلاقية التي يبتلي بها المؤمن.‏ وأنواعه وأسبابه كثيرة.‏ الغرور والغفلة‏ هناك ترابط كبير بينهما ، قال الله تعالى: ما غرك بربك الكريم [الانفطار/6]‏ قال أمير المؤمنين (ع): سكر الغفلة والغرور، أبعد إفاقة من سكر الخمور..‏ وعن أمير المؤمنين (ع) : الحذر الحذر فواللَّـه ، لقد ستر حتى كأنه قد غفر.( في إشارة منه إلى عظيم الغفلة السائدة)‏ وقال (ع): الدنيا خلقت لغيرها .. ولم تخلق لنفسها .‏ وقال : يابن آدم إذا رأيت ربك سبحانه يتابع عليك نعمه ، وأنت تعصيه فاحذره .‏ فكثرة النعم الدنيوية ليست دليلا على الزلفى والقربى ))‏ وعنه(ع) جماع الشر في الاغترار بالمُهل والاتكالِ على العمل.‏ غرور شياطين الإنس والجان‏ وقال تعالى: وما يعدهم الشيطان إلا غرورا [النساء /120]‏ قيل أن أحد الصالحين بقي له نََفَسٌ من عمره فجاءه الشيطان وقال له : نجوت من كيدي..‏ فأجاب : لم يثبت ذلك بعد !( تذكرة المتقين ص 109)‏ وقال تعالى: بل إن يعد الظالمون بعضهم بعضا إلا غرورا [فاطر/40]‏ وقال: يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا [الأنعام/112]‏ غرور الدنيا‏ والغرور هو كل ما يغر الإنسان من مال وجاه وشباب وسكر النعمة وشهوة وشيطان (والشيطان أخبث الغارين )‏ قال الله تعالى وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَآ إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ((الحديد/20)‏ وقيل: الدنيا تغر وتضر وتمر...‏ وقال الله تعالى أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُم بِهِ مِن مَّالٍ وَبَنِينَ (55) نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَل لَّا يَشْعُرُونَ (56) المؤمنون‏ ومن غرور الدنيا : النسب والآباء والعشيرة مع " أن التقوى واجب عيني على كل مكلف بخصوصه " فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءلُونَ (101) المؤمنون‏ غرور العبادة‏ قال الله تعالى فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَٰكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (43)‏ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّىٰ إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ (44) الانعام‏ عن النبي (ص) يا ابن مسعود لا تغترن بالله ولا تغترّن بصلاتك وعملك وبرّك وعبادتك‏ وبعض العباد إكتـفوا بخفض الصوت وإطراق الرأس والبكاء !‏ وقال الامام الصادق عليه السلام: لا يغرنك بكاؤهم فإن التقوى في القلب.‏ كلمة للإمام الصادق (ع) في المغرورين‏ في حديث عن الإمام الصادق (عليه السلام)، أنه قال:‏ المغرور في الدنيا مسكين، وفي الآخرة مغبون، لأنه باع الأفضل بالأدنى، ولا تعجب من نفسك، فربما اغتررتَ بمالك وصحة جسدك، لعلك تبقى،‏ ولعلك اغتررتَ بطول عمرك وأولادك وأصحابك لعلك تنجو بهم، وربما اغتررت (بحالك) بجمالك ومنيتك (وإصابتك مأمولك) وأموالك وهواك فظننت أنك صادق ومصيب،‏ وربما اغتررت بما ترى على الندم على تقصيرك في العبادة، ولعل الله يعلم من قلبك بخلاف ذلك،‏ وربما أقمتَ نفسك على العبادة متكلفاً والله يريد الإخلاص،‏ وربما افتخرت بعلمك ونسبك وأنت غافل عن مضمرات ما في غيب الله تعالى،‏ وربما توهمت أنك تدعو الله وأنت تدعو سواه،‏ وربما حسبت أنك ناصح للخلق وأنت تريدهم لنفسك أن يميلوا إليك،‏ وربما ذممت نفسك وأنت تمدحها على الحقيقة‏ ( بحار الأنوار: ج65، ص319)‏