المحاضرات

تأبين الورع الحاج عبد الباقي إسماعيل أبو أحمد

تأبين الورع الحاج عبد الباقي إسماعيل أبو أحمد

24-11-2017

تأبين الورع الحاج عبد الباقي إسماعيل أبو أحمد

تأبين الورع الحاج عبد الباقي إسماعيل أبو أحمد بسم الله الرحمن الرحيم أيها الأعزاء : " الحاج عبد الباقي إسماعيل أبو أحمد " كلما غادَرَنا كبيرٌ في عمره, غادَرَتْنا بركةٌ استمرت عقودا... وكلما غادَرَنا كبيرٌ في دينه , غادَرَتْنا بركةٌ إنتشرت وأينعت وأثمرت...‏ بركةُ الأدب والخلق والصّلة والعطاء والمثابرة والجهاد...‏ فَأَمَّا مَن طَغَى (37) وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (38) فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى (39) وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى (40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى (41) النازعات‏ كبير من صيدا هو رجل الطهارة ومثال النقاء ونموذج الصفاء , هوى بالأمس‏ رجل عزَّ أمثاله في هذا الزمن , وكان مصداقا حقيقيا في أنَّ " النظر إلى وجهه عبادة " ومن دون أدنى مبالغة .‏ له وقفة خاصة ومشية ونظرة وكلمة كلها تنضح بالتقوى " والورع الناطق ".‏ سوف تفتقدك يا أبا أحمد إسماعيل صيدا وكفرفيلا وإقليم التفاح وعين الحلوة والشاكرية وسوق البازركان وحي رجال الأربعين, أيها "البركة" يا رجل الصبر والإيمان المُذكِّر بالرعيل السالف .‏ لو كان في مجتمعنا إنصاف لوجب تجاه أمثالك أن يُبرَّز في الإعلام ويُشار إليه بالبنان ويُدرَّس للأجيال .‏ مستحيل لِمَن عرفك أو جالسك أو إستمعك أو حادثك أو نظرك أن لا يشتمَّ بل ويتلمَّس منك أنفاس الإيمان .‏ أيها الملجأ المهروب إليه, في زمن يُفتخر فيه بالصوت والصورة والإقرار بالفساد والرشوة والنهب والإستباحة والغصب...وشهادة الزور والدفاع عنها , وهي من مواطن العار لا الإفتخار , بينما أنت في تجارتك كنت مثال الحلال والإحتياط .‏ يا أبا أحمد‏ وفاتُك قدرٌ لا بُد منه مكتوب على كل حي , وكلنا مغادرون عاجلا وآجلا إلى الله جل جلاله.‏ لكن أمثالك يصعب فراقهم ويُحزن عليهم وتدمع الأعين شوقا إليهم...خاصة أن شبيهك أو نظيرك قليل , فإلى أين المفر عندما نشتاق !‏ عزاؤنا أنك إتنقلتَ إلى دار حياة ورحمة قضيتَ كل عمرك لبنائها تمهيدا للإنتقال إليها...وها قد وصلتَ إلى مطلوبك.‏ أنت الآن في أُنْس طالما إشتقت إليه , ونحن في وحشة طالما حذِرْناها , تزداد وحشة مع معايشتنا لمسؤولين وحاكمين ليس لديهم من صفات المسؤلية شيءٌ ولا يخجلون أن يتخذوا العار شعارا !‏ يا عبد الباقي ,‏ أيها الناطق المُفوَّه في صمته ,‏ في بلادنا إعتدنا على تحوير أو طمس تاريخنا ورجالنا لحساب تاريخ ورجال المستعمرين المجرمين, لذا قد يكون عزاؤنا في أن نعمل لتَذْكرك الأجيال الصاعدة "المغرَّبة" والهجينة.‏ أبا أحمد,‏ أذكُرْنا عند ربك.‏ أيها الأحبة :‏ نستودع فقيدنا وأحبتـنا عند مَنْ لا تضيع ودائعُه تبارك وتعالى...‏ « اللهم صِل وحدته ، وآنِس وحشته ، وأسكِن إليه من رحمتك رحمة تغنيه عن رحمة مَن سواك »‏ اللهم اغفر لحيينا ومييتنا شاهدِنا وغائبنا كبيرِنا وصغيرنا‏ اللهم مَنْ أحيَـْيتَه منا فأحْيـِه على الإسلام ، ومَنْ توفَّيتَه منا فتوفَّه على الإيمان.‏ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا (46)/ النازعات