“حاكِمونا” كتلة بشرية لا نظير لها في الذكاء والدهاء والفهم واجتراح الحلول وقيادة الدول والجاذبية والكاريزما… وأما النظرة إلى بسمتهم وتحاياهم
فتُذْهبَ جبال الهموم وتُفرِّجَ الغموم.
وبالتَّبَع طبعا زوجاتهم المصونات وأولادهم الذين عجز الزمان أن يجود بأمثالهم.
هكذا تربَّيْنا وعلى ذلك كبِرنا وسلّمنا تسليما !
لكن اليوم وبعد جملة التطورات الحاصلة في أقطارنا ، واضطرار هؤلاء للظهور على حقيقتهم دون “رتوش” ومحسّنات اصطناعية… كيف لنا أن نتقبّل ونعيش ونستمر؟
وكيف لنا أن نستوعب أن هؤلاء الأفذاذ هم بشر يغضبون ويطمعون ويخافون…ويجبنون ويسرقون وينهبون؟
خسارتنا اليوم لا حدَّ لها ولا عدَّ ، فلِعقود عديدة خلت ,جرى فيها الشمس والقمر ليالي وأياما, خسرنا فيها فلسطين, وأوطانا ومستقبلا, وما لا يُحصى من ارتهان الكرامات, وما لا يُحصى من القتلى والجرحى والمخطوفين والمسجونين والمفقودين…وآلاف المليارات من الدولارات…واستمرت الحياة ، ولو بطريقة ما!
اليوم ، وقعت واقعتُنا ، حيث دخلت الجماهير في المجهول, لأنها أسقطت القدسية ، وأهانت الهالات ، ودمرت جدار الخوف ، وطالبت بما لم تُطالب به من قبل ، حيث لم تحلم بذلك… رأت الجماهير نماذج من الحكام لم تعرفها من قبل, فيها من الخساسة والحقارة والجبن والصّغار … مما قلَّ نظيره.
نحن اليوم نعيش بين حقيقة أشبه بالشك, وخيال أشبه باليقين.
انقلبت المقاييس وتبدّلت الموازين واختلط الحابل بالنابل ، فلا ندري أنضحك أم نبكي , أنفرح أم نحزن , أنتفاءل أم نتشاءم , أنتمنَّى نصرا أم نعمل لإجهاضه وإحباطه في مهده انتصارا لضعفنا!!!
نحن في قلب عاصفة الحيرة نسأل:
ماذا عن الغد ؟ وكيف تستمر حياتنا من دون هؤلاء الأفذاذ ؟!
السيّد سامي خضرة
كاتب لبناني
$(function(){ $('#share').click(function(){ $('#social-buttons-container').toggle(); }); });