كانت الثانية عشرة منتصف ليل 11 شباط 1979 عندما خرجت مسيرة تاريخية شعبية عفوية دون سابق تخطيط من مخيم عين الحلوة, تهتف باسم الإمام الخميني الذي سوف
يحرر فلسطين!
كنت شاهداً على الحدث: الحدث الكبير في إيران, وردّة الفعل في طول وعرض العالم الإسلامي, عندما عاد الأمل المدغدغ لتحرير فلسطين.
عندها بدأ عصرٌ جديد, شاء من شاء وأبى من أبى:
عصر عودة الإسلام إلى الساحة الدولية, وعصر ثقة الشعوب بقدراتها, وعصر الثورة والعزة والكرامة وحاكمية الإسلام, عصر العلم والعلماء والفقه والفقهاء, عصر العودة إلى الهوية والأصالة والتاريخ…
أما نحن في لبنان فلم نجد ناصراً عندما عزّ النصير في اجتياح اليهود عام 1982 لنصف لبنان بما فيه عاصمته … لم نجد إلا إيران الإسلام.
وعندما دارت علينا الدوائر وتخلّّى عنا أعراب وأغراب وغربان وفرنجة لم نجد إلا إيران الإسلام.
وعندما بدأت التشكيلات الأولى والإرهاصات العفوية للمقاومة الإسلامية .. لم نجد إلا إيران, جمهورية الإسلام:
تدريباً وتسليحاً ورعاية وأخوة وحباً وعاطفة وتواضعاً وإخلاصاً وعطاء… وحرساً ثورياً, كانت الجمهورية الإسلامية المنطلق والحاضن والراعي والملجأ والقبلة والقلب والدم الذي يسري… فأحيا نفوسنا.
احتضنتنا جمهورية الإسلام في إيران, عندما كنا كالأيتام على مائدة اللئام!
وعند كل حدث مصيري في الثمانينات وعند المفترقات التاريخية, كانت الجمهورية الإسلامية “الملاك” المسدد والمثبّت والمساند والمساعد… حتى بتنا لا نرى ولا نتخيل لنا وجوداً إلا معها.
ومع الأحداث الجسام في التسعينات لم تبخل علينا الجمهورية فوجدناها في المؤسسة والجمعية والمدرسة والمستوصف والمستشفى والحقل… وعند كل شهيد وعائلة شهيد… وعند كل يتيم ومحتاج ومسنّ وأرملة… وعند كل جريح… بل حتى عند كل عريس وعروس!
شاركتنا الجمهورية الإسلامية في كل أفراحنا وأتراحنا وعزائنا وأعراسنا في الحرب وفي السلم, فكانت المعين والناصر..
وجدناها عند صندوق الصدقات وإمداد الفقراء وفي رمضاننا وحجنا… حتى أن مياه الشرب التي نشربها نحن في الضاحية منذ 25 عاماً والتي تربّت عليها أجيال ونبت على إثرها لحم ودم وعظم… هي من بركات الجمعورية الإسلامية في إيران.
بتنا نحن لا نتصور لنا مكاناً ولا حدثاً ولا صرحاً علمياً ولا مشروعاً زراعياً إلا بوجود هذه “الإيران” التي لم نر منها ‘لا الخير العميم.
واليوم:
لا أمل لنا بتسليح الجيش اللبناني إلا بها..
وليس في الأفق ضوء “كهربائي” ينهي كابوساً مستمراً, إلا بها..
ولن يستفيد لبنان من مياهه إلا بسدود لإيران فيها خبرة مشهودة وخير من نستفيد منه “لغازنا ونفطنا”.. إيران
أثبتت الجمهورية الإسلامية في إيران, ولعشرات المرات والمناسبات, أنها لم تبخل علينا فيما تملك معنوياً ومادياً, في مجال الجامعات والفنيات والزراعات والطاقة والكهرباء والمياه والتخطيط المُدُني على اختلاف أشكاله..
اليوم سوف يُثبت الشعب اللبناني أنه مخلص لمن أخلص له, وسوف يرد التحية بأفضل منها, وأن مكانه الرئيس أحمدي نجاد ستكون في القلوب التي في الصدور.
وأما الموقف الأميركي والاسرائيلي وممثليهم في الداخل اللبناني… فليست بالشيئ الجديد:
هكذا كانوا بالأمس, وهكذا هم اليوم… ولا يُشرفنا أن يتغيروا غداًّ
السيد سامي خَضرة
كاتب سياسي لبناني
$(function(){ $('#share').click(function(){ $('#social-buttons-container').toggle(); }); });