“عيد الأم” بين المبدئية والواقعية
بسم الله الرحمن الرحيم…. في المبدء أوجب الإسلام إحترام الوالدين بما لم يُسبق ولم يُلحق. وعنوان الأم بالذات له قدسيته ورمزيته. قال تعالى
:
وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا (23) الإسراء
وجَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَحَقُّ بِحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قَال:َ “أُمُّكَ ” قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ:” أُمُّكَ ” قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: ” أُمُّكَ ” قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: ” ثُمَّ أَبُوكَ “.
وعن معاوية بن جاهمة أن أباه جاهمة جاء إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: “يا رسول الله! أردتُ أن أغزُو وَقد جئتُ أستشيرك. فقال له: هل لك من أم؟ قال: نعم قال: فالزمها, فإن الجنة تحت رجليه.
وفي حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ” ألزم رِجلها, فثمَّ الجنة”.
وجاء رجل الى النبي صلى الله عليه وآله فقال : يا رسول الله ما من عمل قبيح إلا قد عملته فهل لي من توبة ؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وآله فهل من والديك أحد حي(وفي نسخة : هل أحد من والديك حي) ؟ قال : أبي قال : فاذهب فبرَّه .
قال: فلما ولى قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لو كانت أمه (البحار 74 | 82 والمستدرك 2 | 628)
وفي رسالة الحقوق : وأما حق أمك فأن تعلم أنها حملتك حيث لا يحتمل أحد أحدا، وأعطتك من ثمرة قلبها ما لا يعطي أحد أحدا، ووقتك بجميع جوارحها، ولم تبال أن تجوع وتطعمك، وتعطشَ وتسقيك، وتعرى وتكسوك، وتضحى وتُظلك، وتهجرَ النوم لأجلك، ووقتك الحر والبرد، لتكون لها، فانك لا تطيق شكرها إلا بعون الله وتوفيقه.
في الواقع
هو عادة مستحدثة أو جديدة…..وتكثر طقوسها ورسومها.
ومن العوامل السلبية الإقتصار على الشكليات في كثير من تفاصيل حياتنا ومفاهيمنا …ومنها عيد الأم !
وتعظيم هذا اليوم تحول إلى عقيدة تربت عليها أجيال حتى رأوها من واجبات البر بالأم، فمن جهة الأبناء من لم يشارك في الاحتفال بتقديم هدية ونحو ذلك نُظر إليه بعين التقصير وشعر بالذنب والإثم, واعتقد كثير من الأمهات بوجوب تكريمهم في هذا اليوم، حتى صار كثير منهن يحزنّ إذا لم يقدم لهن الأبناء الهدايا أو ما يعبـّر عن الاحتفال بهذا اليوم… حيث تحولت العادة إلى عبادة.
نؤكد على:
نؤكد على العنوان ونعمم ونعمق… ونؤصل في المعاني والممارسة قبل المظاهر والطقوس والصيغ الإحتفالية ” الكرنفالية ” !
والتواصل/الإسترضاء/ الحرص / التحمل بلا حدود.
معلومات عامة في نشأة عيد الأم
وقت عيد الأم عند الدول
الاحتفال بعيد الأم يختلف تاريخه من دولة لأخرى ، وكذلك أسلوب الاحتفال به ، فالنرويج تقيمه في الأحد الثاني من فبراير ، أما في الأرجنتين فهو يوم الأحد الثاني من أكتوبر ، وفي لبنان يكون اليوم الأول من فصل الربيع ، وجنوب أفريقيا تحتفل به يوم الأحد الأول من مايو.
أما في فرنسا فيكون الاحتفال أكثر بالعيد كعيد الأسرة في يوم الأحد الأخير من مايو حيث يجتمع أفراد الأسرة للعشاء معاً ثم تقدم كيكة للأم.
وفي اليابان يكون الاحتفال في يوم الأحد الثاني من مايو مثل أمريكا الشمالية….( أكثر من 15 موعدا في العالم )
عيد الأم العربي
بدأت فكرة الاحتفال بعيد الأم العربي في مصر على يد الأخوين “مصطفى وعلي أمين”…. وشارك القراء في اختيار يوم 21 مارس ليكون عيدًا للأم، وهو أول أيام فصل الربيع… واحتفلت مصر بأول عيد أم في 21 مارس سنة 1956م .. ومن مصر خرجت الفكرة إلى البلاد العربية الأخرى ..
وتحتفل خمس دول عربية فقط (مصر ولبنان وسورية والاردن وفلسطين) يوم 21 آذار بعيد الامهات، الذي يصادف بداية الربيع، في حين يحل هذا العيد، الذي تعود جذور اطلاقه الى ايام الحرب الاهلية الاميركية في العام 1870، في مختلف انحاء العالم بين شباط (فبراير) في النروج واسرائيل و22 كانون الاول (ديسمبر) في اندونيسيا، وبينها في العاشر من ايار (مايو) في كل من السعودية والبحرين وعُمان وقطر والامارات. بينما اصبح الاحتفال بالعيد في العراق في الاحد الثاني من ايار، حسب التقويم الاميركي!
ويصادف العيد في اوقات مختلفة من السنة بسبب الاعتماد على مصادر تراوح بين موسم الربيع والانجاب او بدء السماح للنساء بالعبادة، وفق التقويم اليوناني، بين 15 و18 آذار (مارس) لكن غالبية الاقطار الافريقية حددت موعده نقلاً عن البريطانيين في الاسبوع الرابع للصوم الذي يصادف 26 آذار السنة الجارية. واعتمدت غالبية الاقطار الآسيوية، الذي اصبح فيها موسماً تجارياً ضخماً، التقويم الاميركي.
وكانت الاميركية جوليا وورد، التي كتبت «بيان» عيد الامهات جعلته دعوة للسلام ونزع السلاح، لكن جهودها ومن تبعها باءت بالفشل حتى العاشر من آذار العام 1908…….