لم تكن سيرة ومصير الظالمين والفراعنة والقياصرة والأباطرة في التاريخ، لتؤثر في الحكام العرب …
بسم الله الرحمن الرحيم
لم تكن سيرة ومصير الظالمين والفراعنة والقياصرة والأباطرة في التاريخ، لتؤثر في الحكام العرب، لسبب أو لآخر!
فعند السقوط المدوِّي لشاه إيران في عصرنا وزماننا ومعايشتنا، ظننا للحظة ما أن هذا السقوط سيكون عبرة لهم، وهو مَنْ هو في المُلْك والجبروت، لكن الحكام العرب لم يفعلوا!
وعندما سقط سادات مصر من مكمن سلطانه وطغيانه، ومن حيث لم يحتسب ولم نحتسب، تبادر لنا أن حكامنا سوف يتعلمون هذه المرة، لكنهم لم يفعلوا!
لكن مصير صدام الذي قَتل وجرح وأعاق وسجن وعذَّب وهجَّر الملايين دون أدنى مبالغة، والذي هُزم على يد مَن قضى عمره يخوض الحروب كرمى عيونهم مذموماً مدحوراً، قلنا هذه المرة سوف يتعلم الحكام العرب ممن عايشوه وهابوه، لكنهم أيضاً لم يفعلوا!
وبالأمس القريب لمَّا سقط طاغوت تونس وريث صنم أصنام العرب بورقيبة بعد أن كان وزوجته المصون الحاكمَيْن الناهبَـيْن، كان قطعاً للحكام العرب أن يعتبروا… لكنهم لم يفعلوا!
وبعد أيام قليلة، وعند السقوط المريع لآخر فراعنة مصر ومع انكشاف حقيقـته ووهنه، والذي كان رأس الحربة في حرب غزة، حيث أُمهل ولم يُهمل، أيضاً لم يتعلّم الحكام العرب درسهم البديهي وتمادوا في طغيانهم يعمهون.
لكن إتيان النار على حاكم اليمن في عِقْر قصره جعلنا نتأكد أنهم هذه المرة سوف يتعلمون درس العمر… لكنهم لم يفعلوا!
وبالأمس رأينا مصير حاكم ليبيا، طاغي الطغاة الذي “تألَّه” وعايشنا جنونه المتميز جميعاً، جزمنا أن درسه ومصيره سوف يكون بليغاً ومؤثراً لحاكمينا، لكنهم لم يفعلوا!
فيا حكام العرب
إن مصير الظالمين والمتجبرين والطغاة ليس طفرة تاريخية أو حدثاً خارج السياق أو صدفة لا تتكرر، بل سُنَّة حياتية في تاريخ البشرية، لا ينفك عنها أحد، مهما كان هذا الأحد:
أكان حاكما “صغيراً” يسكر بماله، أم “كبيراً” يغفل عن مآله.
والسُّنة أيها الحكام ومهما حاولتم، لن تجدوا لها بديلاً ولا تحويلا.
أيها المساكين!
إن وضع أياديكم على عيونكم تعاميا، لا يُغيِّب الشمس ولا يُغيِّر منها شيئاً، والدور آتيكم واحدا بعد آخر.
$(function(){ $('#share').click(function(){ $('#social-buttons-container').toggle(); }); });