المقدمة
بات شائعاً في السنوات الأخيرة توجيه الإسلام من خلال وسائل الإعلام والمواقف باتجاه واحد فقط يُعبَّر عنه: بأنّه دين السلام والمحبة… ومرادفاتها. |
|||||
فما معنى أن يُسلَّط الضوء على جانبٍ، مؤيَّداً بآيات كريمة من كتاب الله المجيد، دون جانب آخر، غضّاً أو تجاهلاً أو سكوتاً أو إخفاءً عن آيات أُخر مع أنَّ {كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ}. ونفس الكلام ينطبق على سائر النصوص والروايات الشريفة… في إظهارها أو إغفالها! حتى وصلت «الجرأة» مؤخّراً، والأمثلة كثيرة، أن أصبح البعض «يُطوِّع» الأدلة والنصوص الشرعية لتناسب رأيه، فأصبح يستدلّ عجباً: «فالمؤمن» أصبح الإنسان… و «النصرانية» مجرَّد خيار! و «كلمة سواء» أصبحت حواراً وانفتاحاً وإقراراً للآخرين على ما هم عليه من الضلالة. و «لا إكراه في الدين» تخيير بين الإسلام وغيره، بل بين وجوه الكفر، بل اللادين كما صرّح البعض… مع تحصينه بحجة «قبول الآخر المختلف»!!! وأعمال البر وأحكام الجيران والأخوان وصلة الأرحام وأفعال الخير وإطعام الطعام والصدقة والوقف…. أصبحت أعمالاً «إنسانية» دون قيد أو شرط… مع أنَّ أحكام المسلم وغيره لا يُمكن إخفاؤها في المصادر والأمهات مهما بلغ الجهد، وذلك لشمولها كلَّ أبواب الفقه والحديث… وهذا يُربك مَنْ هواه لَيُّ الرقاب.نفهم أنَّ زعماء الكفر في العالم يستغلّون بعض المناسبات لمدح «الإسلام» دين المحبة والسلام… ليكون مدحه مدخلاً لإدانة الإرهاب والتخلُّف! نفهم ذلك، بل نستهجن خلافه… لكنْ، ما لا نفهمه هو تكلُّف بعض المسلمين ذلك! من هنا أحببتُ تسليط الضوء على بعض النصوص من كتاب نهج البلاغة، وهي تكاد تكون مجهولة أو مهجورة… أحببت إظهارها هداية وسنداً لنا في هذا الزمن الفتنة… وإن كنت أعلم مسبقاً بأنَّ البعض، وللأسف، سيعتبرها نصوصاً «متعصِّبة متزمِّتة» لا تحاكي الواقعية والحضارة والتعايش والانفتاح! حسبي أنّه كلام «علي بن أبي طالب»… وكفى.
|
لتحميل الكتاب اضغط هنا:
0 تعليق
0 Likes