جلَّ الله تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم …. قال الله عز وجل ” سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا “(43) الاسراء وقال تبارك
وتعالى ” سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يَصِفُونَ “(100) الانعام
إن التوجه الإسلامي العام, هو في تعظيم وإجلال الله تبارك وتعالى, وهذا يظهر من خلال النصوص والأذكار والأحكام الفقهية المختلفة …وجملة آداب أخرى تُعنى بالموضوع.
التعظيم والإجلال روح العبادة :
فالإيمان بالله تعالى, مبني على التعظيم والإجلال له عز وجل, وكذلك كل ما يستلزم ذلك من شعائر وحدود, وهو من أجلّ وأهمّ العبادات القلبية التي يتعين القيام بها وتربية الناس عليها، وبالذات في هذا الزمان الذي ظهر فيه ما يخالف تعظيم الله تعالى من الاستخفاف والاستهزاء بالشعائر , والتسفيه والازدراء لدينه تعالى وأهله.
وإذا تخلى العبد عن تعظيم الله وإجلاله , فسد الإيمان وفسدت العبادة … ولذلك مظاهر وعلامات، وليست مجرد دعوى كلٌ يدّعيها.
فهو سبحانه له الأسماء الحسنى, كالقاهر والعزيز والجبار والمتكبر والملِك والمجيد والكبير والعظيم والمتعال… فهو الموصوف بصفات المجد والكبرياء والعظمة والجلال، الذي هو أكبر من كل شيء، وأعظم من كل شيء, وأجلّ وأعلى من كل شيء, وله التعظيم والإجلال في قلوب أوليائه…
قال الله تعالى: تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ [مريم: 90]
أي ” يتشقّقن من عظمة الله عز وجل”
وهذه المنزلة تابعة للمعرفة، فعلى قدر المعرفة يكون تعظيم الربّ تعالى في القلب، وأعرف الناس به أشدهم له تعظيمًا وإجلالاً، وقد ذم الله تعالى من لم يعظمه حق عظمته، ولا عرفه حق معرفته،ولا وصفه حق صفته.
قال سبحانه: مَا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا [نوح: 13]
أي: ما لكم لا تعظِّمون الله حق عظمته؟!”.
حال المسلمين اليوم:
إنّ الناظر في حال المسلمين اليوم, يرى مخالفات تُـنافي تعظيم الله تعالى ودينه وشعائره… كالاستهزاء أو الإستخفاف أو الإزدراء أو الإنتقاص ، وتظهر هذه المخالفات عبر وسائل الإعلام المختلفة، ومن خلال منابر ثقافية ومؤسساتٍ علمية مشبوهة.
فالمتخرّصون اليوم يشيعون سوء الأدب , ويستسهل الناس ذلك عن قلة فهم أو قلة علم أو تهاون…ومن جملة قبائحهم , حاشا لله:
” أترك الله عليي!
بدي تلفن لألَّه!
مِنظبطة مع الله!
يا خيي حطي الله على جنب!
أنا والله صحبة !
الله ما خصو… ! “
ولولا شياع وإنتشار هذا المنكر ما تجرأتُ (أنا العبد الفقير كاتب هذه السطور ) على ذكره ونقله…
حاشا لله , حاشا لله… سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا.
المسلك الإسلامي:
كان أهل العلم يعظِّمون ربهم، ويقدرونه عز وجل قدر المستطاع،
فالله سبحانه ذو الجلال والعظمة , والهيبة والجبروت وإنه سبحانه أحق من عُبد ، وأحق من ذكر ، وأجود من سئل ، وأوسع من أعطى .
إن اسم الله سبحانه وتعالى اسم عظيم مبارك ، لا يذكر على قليل إلاَّ كثره ، ولا على عسير إلا يسره .
قال سبحانه ” فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ……… لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ” (11)
وقال تبارك وتعالى ” لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ ۚ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ “(12) الشورى
لذا علينا أن نربي الأمة على وجوب تعظيم الله تعالى.
(وكمثال يُراجع الكافي ج2 باب الثناء والذكر الكثير والتحميد والتمجيد)
سلوك الأمم الأخرى :
إن سلوك الأديان الأخرى والحضارات البائدة والسائدة , وإن كانت تعبد الخالق تبارك وتعالى ، لكنها لم تصل إلى درجة التعظيم اللفظي والمفهومي والتفصيلي كالذي راعاه ، بل أوجبه الإسلام.
فنلاحظ في لغاتهم وتعابيرهم أنهم لا يمتلكون غِنى ودقة الإسلام , وأن ألفاظهم المحترمة يشترك فيها الخالق والمخلوق…من قبيل:
Glorios جليل , سني / Great عظيم / His Majesty صاحب الجلالة !
قال سبحانه ” وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ ” (67) الزمر
نماذج في تعظيم الله تبارك وتعالى:
ولتعظيم الله تبارك وتعالى، مفردات مختلفة مثالها:
تبارك تعالى،أو تعالى شأنه العزيز،أو تعالى وبه نستعين, أو تبارك اسمه, أو تقدس اسمه, أو تعالى جدُّه , أوتعالى ملكه, أو عز وجلَّ, أو جلَّ ثناؤه, أو جلَّ جلاله, أو تقدست أسماؤه, أو الذي يدوم بقاؤه , أو الذي لا تحصى آلاؤه, أو سبحانه وتعالى…
الى غير ذلك من المفردات المشابهة وبحسب المناسبة، كأن تقول:
باسم الله ناصر المستضعفين ،أو باسم الله قاصم الجبارين…
يا الله يا رب :
إذا اضطرب البحر , أو ماج الموج , أو هبت الريح , نودي: يا الله
وإذا وقعت المصيبة , أو حل البلاء, أو نزلت الكارثة , نودي: يا الله
وإذا أُوصدت الأبواب أمام الطالبين , وأُسدلت الستور في وجوه السائلين , صاحوا : يا الله
وإذا ضاقت السبل , وبعدت الآمال , وجآءت الآجال , نادوا : يا الله
وإذا ضاقت علينا الأرض بما رحبت , وضاقت علينا أنفسنا بما حملت , قلنا :يا الله
وعندما تمد الأكف في الأسحار, وتذرف الدموع , ينادى : يا الله
دعاء:
اللهم لا تجعل أملنا إلا فيك ، ولا توكلنا إلا عليك ، ولا ثقتنا إلا بك ، ولا رجاءنا إلا بما في يديك ، ولا حبنا إلا لك ، ولا خوفنا إلا منك .