بسم الله الرحمن الرحيم…. في كل عقيدة أهل يلتزمون بها إيمانا وقناعة أو خجلا أو تقليدا أو منفعة… وفي الإسلام كذلك. وأخطر هؤلاء هم المستأكلون
المنتفعون…وإن كان خطرهم وخذلانهم لا يضر الإيمان لأن الله أعلم حيث جعل رسالته أصلا وميراثا.
وللمؤمن حقا وصدفا “فراسة” فهو ” ينظر بنور الله ” قال الله ربي سبحانه :
إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ (75) الحجر
(و”التوسم” من “السيما” وهي العلامة والمتفرس هو المتوسم….ونور بصيرته في إزدياد يُرى على الوجه والجوارح والكلام)
قال الله ربي سبحانه :
قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (14) الحجرات
شـجـرة الإيـمـان :
عن الامام علي عليه السلام:
الإيـمان شـجرة , أصلها اليقين , وفرعها التقى , ونورها الحياء , وثمرها السخاء .
وعن أبي الحسن الأول : قال: كثيرا ما كنت أسمع أبي يقول:
” ليس من شيعتنا من لا تتحدث المخدَّرات بورعه في خدورهن, وليس من أوليائنا من هو في قرية فيها عشرةُ آلافِ رجل فيهم من خلق الله أورعُ منه”. الكافي – الشيخ الكليني – ج 2 – ص 79
بعض صفات أهل الإيمان:
وعن عبد الله بن زياد، قال سلَّمنا على أبى عبد الله بمنى, ثم قلت يا بن رسول الله , إنا قوم مجتازون, لسنا نطيق هذا المجلس منك كلما أردناه, فأوصنا قال :
“عليكم بتقوى الله وصدقِ الحديث وأداء الأمانة وحسن الصحبة لِمن صحبَكُم وإفشاءِ السلام وإطعامِ الطعام, صلوا في مساجدهم, وعودوا مرضاهم, واتْبعوا جنائزهم, فإن أبى حدثني أن شيعتنا أهلُ البيت كانوا خيارَ من كانوا منهم، إن كان فقيهٌ كان منهم، وإن كان مؤذِّنٌ كان منهم، وإن كان إمامٌ كان منهم، وإن كان صاحبُ أمانة منهم، وإن كان صاحبَ وديعةٍ كان منهم، وكذلك كونوا, حبِّبونا إلى الناس ولا تُبغضونا إليهم”.
وجوه القوم …والوسادة!
وعن عمر بنِ أبان قال: سمعت أبا عبد الله يقول:
” يا معشر الشيعة, إنكم قد نُسبتم إلينا، كونوا لنا زينا ولا تكونوا علينا شينا، ما يمنعُكُم أن تكونوا مثلَ أصحابِ علي رضوان الله عليه في الناس، وإن كان الرجل منهم ليكونُ في القبيلة فيكونُ إمامَهم ومؤذنَهم، وصاحبَ أماناتهم وودائعِهِم، عودوا مرضاهم واشهدوا جنائزهم، صلوا في مساجدهم، ولا يسبقوكم إلى خير، فأنتم والله أحق منهم به، ثم التفت نحوي وكنت أحدثَ القوم سنا فقال: أنتم يا معشر الأحداث إياكم والوسادة! مشكاة الأنوار – علي الطبرسي – ص 134
دعوى الأرائك!
عن موسى بن بكر الواسطي عن أبي الحسن الأول :
” لو ميزتُ شيعتي لم أجدهم إلا واصفةً ولو امتحنتُهم لما وجدتُهم إلا مرتدين ولو تمحصتُهم لما خلص من الألف واحد, ولو غربلتُهم غربلة لم يبق منهم إلا ما كان لي, إنهم طال ما اتكوا على الأرائك ، فقالوا : نحن شيعة علي ، إنما شيعة علي من صدق قولُه فعلَه” الكافي – الشيخ الكليني – ج 8 – ص 228
كلام خطير للسيد العيناثي :
وفي كلام في منتهى الخطورة , يتحدث العالم العارف السيد محمد العيناثي العاملي وهو من أعلام القرن الحادي عشر في كتابه “آداب النفس”* ص 198, يقول عن أصناف الشيعة ومنازلهم :
ومنهم العقلاء والفضلاء والعلماء..ومنهم المقرون … ومنهم الغافلون …ومنهم شرار الناس جعلوا التشيع سترا لهم وإذا عن منكر فعلوه بادروا بإظهار التشيع…. ومنهم من ينتسبون إلينا وهم براء منا بنفوسهم…لا حراما يتجنبون, ولا عن منكر ينتهون, وكلُّ قبيح يركبون ولا هم يذّكرون…
إلى أن يقول:
ومن الناس طائفة قد جعلت التشيع مكسبا لها مثلَ النياحة والقصص .. لا يعرفون من التشيع إلا البكاء وحبِ المتدينين بالتشيع .. وجعلوا شعارهم لزومَ المشاهد ، وزيارةَ القبور ، كالنساء الثواكل ، يبكون على فقدان أجسامنا, وهم بالبكاء على انفسهم أولى( وكذلك نص مشابه في رسائل إخوان الصفا ج4 ص199)
________________________________
* يتألف الكتاب من 672 صفحة ، وأحتوى على ستة وعشرين فصلاً في تأديب النفس على ضوء الكتاب والسنة النبوية, وهو مرتب على مقدمة وفصول متعددة تطرقت للمسائل التالية: في الترغيب من الطاعات والزهد في الدنيا في العزلة والخلوة، في صحية الأنفس الطاهرة والأنس بالأخلاق الباهرة، في آداب النفس بالعفة والتقوى والزهد والورع في الشكر في المعارف والسعادات النفسية، في آداب النفس، في آداب السفر، في العجب وأحوال الزهاد في الموت وما يتصل به، في التواضع والتكبر، في الحياة والوفاء، في الخوف والرجاء، في الفقر والجوع، في الحرص والأمل، في قمع الأنفس ومخالفتها في شهواتها، في الغضب والحلم، في استصلاح نفس الإنسان، في الخير والشر، في أن أسباب الشرور بالعرض، في كمية أنواع الخيرات والشرور، في كيفية معاشرة إخوان الصفاء، ماهية الإيمان وخصال المؤمنين ومناماتهم في آداب الدعوة إلى الله تعالى.