الصلاة جماعة في المسجد
بسم الله الرحمن الرحيم… وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ (43) البقرة المساجد بيوت الله تعالى: ومَن
أحب الله تعالى أحب بيوته، وأكثر من زيارتها فيها.
قال تعالى” وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا (18)” الجن.
وقد ورد الحث العظيم على حضور المساجد ، وإن مَن كان القرآنُ حديثَه ، والمسجدُ بيتَه ، بنى الله له بيتاً في الجنة…
وإن من اختلف إلى المسجد أصاب احدى الثمان : أخاً مستفاداً في الله ، أو علماً مستطرفاً ، أو آية محكمة ، أو يسمع كلمة تدل على هدى ، أو رحمة منتظرة ، أو كلمة ترده عن ردى ، أو يترك ذنباً خشية أو حياء… وإن الرجل إذا تعلق قلبه بالمسجد إذا خرج منه حتى يعود إليه ، يُظله الله في ظله يوم لاظل إلا ظله…وإن بيوت الله في الأرض المساجد ، فطوبى لمن تطهر في بيته ، ثم زار اللهَ في بيته ، وحق على المزور أن يكرم الزائر… وإن مَن مشى إلى المسجد لم يضع رِجلاً على رطب ولايابس إلا سبَّحت له الأرض إلى الأرضين السابعة… وإنه ما عُبد الله بشيء مثل الصمت ، والمشي إلى بيته… وإن مَن مشى إلى مسجد من مساجد الله فله بكل خطوة خطاها حتى يرجع إلى منزله عشرُ حسنات ، ومحي له عشرُ سيئات ، ورفع له عشرُ درجات ، وإن أحب البقاع إلى الله المساجد ، وأحبَّ أهلِها إلى الله أولهم دخولاً وآخرهم خروجاً منها.
وقال سبحانه ” إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ (18)” التوبة
وعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيما يرويه عن ربه: ” إنّ بيوتي في أرضي المساجد، وإنّ زوّاري فيها عمَّارُها، فطوبى لعبد تطهّر في بيته ثم زارني في بيتي، فحقّ على المزور أن يُكرم زائره “.
عن أبي ذر ، عن رسول الله (ص) في وصيته له قال : يا أبا ذر، الكلمة الطيبة صدقة ، وكل خطوة تخطوها إلى الصلاة صدقة، يا أبا ذر من أجاب داعيَ الله وأحسنَ عمارةَ مساجد الله كان ثوابه من الله الجنة ، فقلت : كيف يعمر مساجد الله ؟ قال : لا ترفع الأصوات فيها ، ولا يخاض فيها بالباطل ، ولا يُشترى فيها ولا يُباع ، واترك اللغو ما دمت فيها ، فإن لم تفعل فلا تلومن يوم القيامة إلا نفسَك .
صلاة الجماعة في المسجد:
جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وآله فسأله عن…….خير بقاع الأرض ؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله:………خير البقاع المساجد، وأحبهم إلى الله أولهم دخولاً وآخرهم خروجاً منها.
…ومن حافظ على الجماعة حيثما كان، مر على الصراط كالبرق الخاطف اللامع في أول زمرة مع السابقين ووجهُهُ أضوأُ من القمر ليلة البدر ، وكان له بكل يوم وليلة حافظٌ عليها ثواب شهيد .
وهمّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) باحراق قوم في منازلهم كانوا يصلّون في منازلهم ولا يصلّون الجماعة ، فأتاه رجل أعمى فقال : يا رسول الله ، أني ضرير البصر وربما أسمع النداء ولا أجد من يقودني إلى الجماعة والصلاة معك ، فقال له النبي ( صلى الله عليه وآله ) : شد من منزلك إلى المسجد حبل واحضر الجماعة .
وقال أمير المؤمنين عليه السلام : من سمع النداء فلم يجبه من غير علة فلا صلاة له .
وعن أبي عبدالله عليه السلام قال : إنما جُعلت الجماعة والاجتماع إلى الصلاة لكي يُعرف من يصلي ممن لا يصلي ، ومن يحفظ مواقيتَ الصلاة ممن يُضيِّع ، ولولا ذلك لم يمكن أحدٌ أن يشهد على أحد بالصلاح، لأن من لم يُصلِّ في جماعة فلا صلاة له بين المسلمين ، لأن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : فلا صلاة لمن لم يُصل في المسجد مع المسلمين إلا من علة .
صفوف الجماعة :
قال : جاء نفر من اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فسأله أعلمهم عن مسائل فأجابه عليه السلام إلى أن قال: أما الجماعة فإن صفوف أمتي كصفوف الملائكة ، والركعة في الجماعة أربع وعشرون ركعة ، كل ركعة أحبُّ إلى الله عزوجل من عبادة أربعين سنة ، فأما يوم الجمعة فيجمع الله فيه الاولين والآخرين للحساب ، فما من مؤمن مشى إلى الجماعة إلا خفف الله عليه أهوال يوم القيامة ، ثم يؤمر به إلى الجنة.