المقدمة
للتجار في الإسلام أخلاق وآداب محددة يتميزون بها عن غيرهم، تماماً كتميز شريعة الإسلام عن غيرها من الشرائع.
فالإسلام العزيز هو أول من قنن وشرع للبيع والشراء والغبن والنسيئة، وبيع الثمار والحيوان، والإقالة والشفعة والصلح والجعالة والوديعة، والمضاربة والشركة والقسمة، والمزارعة والمساقاة، والدين والقرض والرهن والحجر والضمان، والحوالة والكفالة والوكالة، والهبة والوقف…
والمتتبع لهذه الأخلاق وتلك الآداب يجد روعةً ودقةً وإتقاناً وحساً وبركات خاصة… وسوف نرى ذلك إن شاء الله في طي الصفحات القادمة.
والتاجر الأول في الإسلام، هو، سيدنا محمد (ص) الذي عرف، ونتيجة لمسلكه التجاري، بالصادق الأمين.
وهاتان الصفتان نقلتا عنه (ص)، واللازم أن يعرف بهما كل تاجر مسلم.
وكلنا يعلم أن دين الله عز وجل انتشر في بقاع كثيرة من الأرض بفضل خلق وصدق وأمانة التجار المسلمين.
وهذا من المسلمات التاريخية، ويكفينا ضرب المثل على ذلك بأندونيسيا وباكستان وبنغلادش والهند وماليزيا وسنغافورة… وفيها اليوم أكثر من نصف عدد المسلمين في العالم.
فهل التجار المسلمون اليوم يحرصون على التحلي بالآداب الإسلامية التي أمروا أن يلتزموا بها، بدءاً من بائع الخضار والحليب والزيت، ومروراً بالنجار والحداد وأهل الصناعات المختلفة وتجار البناء، وانتهاءً بكبار التجار أصحاب الثروات الطائلة؟
وهل يلعب التجار المسلمون اليوم الدور الذي لعبه أسلافهم، من العلماء والتجار، في حمل الهم التبليغي والرسالي كواجب، ودعوة غير المسلمين إلى الإسلام، ودعوة غير المتدينين إلى التدين، ودعوة أهل الفسق والانحراف إلى التوبة والإنابة؟
لتحميل الكتاب اضغط هنا: