نِعَمٌ للغافلين
من أضرِّ الأُمور على ابن آدم، أن لا يُحسن العبوديَّة لله جلَّ جلاله.
ومن سوء التوفيق عليه، أن لا يتشرَّف بنعمة الشكر، ثمَّ الشكر، ثمَّ الشكر في كل ساعة وآن، على نِعمٍ لم تنقطع في ساعةٍ ولا آن.
فالنِّعم تتنزَّل علينا وتتنزَّل بلا امتناع ولا انقطاع، ولا شُحٍ ولا قلَّة… نِعَمٌ لا تخبو ولا تنضب… نِعَمٌ لولاها:
ما أمسكتَ الوريقات الَّتي تُمسك بيديك الآن،
وما أبصرتَ بعينيك اللتين تُبْصر بهما الآن،
ولا قبضتُ أنا بدوري على القلم الَّذي أكتب به الآن…
نعيش في نِعم وعطايا ومواهب، فوقها، وتحتها وعن شمائلها وأيمانها، ومن حولها… نِعم وعطايا ومواهب، عصيَّة عن الإحاطة والحَصْر…
فسبحانك ما أحلمك وأكرمك تُبدءُ وتتفضَّل وتزيد…
ولا يمنعك عن ذلك، عبدُك الفقير الجاهل الَّذي خُلق بفضلك، واستمر بعطيَّتك… واغتر بتجاوزك وصفحك وعفوك…
فسبحانك ما أحلمك وأكرمك تُبدءُ بالإحسان كرماً…
لتحميل الكتاب اضغط هنا :