كاتب هذه السطور رأى وعَلِم وعايش ما حدث في مثل هذه الأيام منذ إثنين وثلاثين عاما …
كاتب هذه السطور رأى وعَلِم وعايش ما حدث في مثل هذه الأيام منذ إثنين وثلاثين عاما, عندما إنتصرت الثورة الإسلامية في إيران بقيادة الإمام الخميني , وكان لذلك الإنتصار أصداء إنقلابية إحيائية تحوُّليَّة على المجتمعات والحركات والقيادات الإسلامية, بعد عقود من الزلازل الأصلية والإرتدادية .
فعندما تفككت بلادنا واستبيحت في عشرينيات القرن الماضي , أمعنت الدول الغربية في تقسيمنا وسلبنا وامتهاننا وتقتيلنا… وإنتدابنا “الإنساني”… عندها كانت الصدمة كافية ليصبح الحليم حيرانا !
ولمَّا إستمر الغرب في بغيه حيث زرع ثكنةً عسكرية في قلب عالمنا الإسلامي في أربعينات القرن الماضي , وسُميت فيما بعد بدولة “اسرائيل” حيث لم نعرف الأمن مذ ذاك الحين… يومها , كانت الصدمة كافية ليركبنا الخوف المستمر ونفقد ثقتنا وشخصيتنا !
فَمَنْ نحن وما نحن, بعد ضياع فلسطين والقدس ؟!
وما أدراك ما فلسطين وما القدس .
عندها توالت مسلسلات النكبات والنكسات والهزائم مع كل إشراقة شمس, عندما قام الغرب نفسه صاحب الصدمات التي تقدمت, بتنسيق أو تدجين أو استيعاب أو شراء أو إغراء ما سُمي لاحقاً حكاماً وأمراء وملوكا ورؤساء…وعبيدا برتبة حاكم !!
وبذلك أُحكمت القيود على الأمة !
وفجأة, ومن دون توقع, ومن خارج السياق, لَمَع نجم الإمام الخميني أواخر السبعينات مع ثورته المتعددة الإستثناءات, حيث خرج المارد من القمقم وانطلقت مسيرة الصحوة أو الثورة أو اليقظة الإسلامية, وذلك بشهادة أبناء الأمة وأعدائها.
ويكفي التذكير بمشهد واحد, وهو أنه في الأيام الأولى من الثورة الإسلامية في إيران بقيادة الإمام الخميني لم يبق شارع ولا قرية في طول الأمة وعرضها إلا انطلقت فيها المسيرات وبُحَّت الحناجر مؤيدةً مناصرة, واستمر ذلك أياماً بل شهوراً وسنوات مع كل فرصة ومناسبة, حتى أصبحت “الخُمينيَّة” هي التهمة الرائجة آنذاك لكل ثائر أو مجاهد أو مناضل.
المهم أن الأمة المكلومة وجدت كل آمالها في قيادة الإمام الخميني الذي بات الأمل لكل الشعوب العربية ولكل غيور وحريص على فلسطين والقدس والتحرر من براثن المستعمر.
وكلنا نذكر الموقف الجريئ للإمام الخميني من إصراره على وحدة الأمة, وكيف كان جُل “الإسلاميين” آنذاك مناصرين له.
وبقينا على هذه الحال أمدا , بالرغم مما تعرضت له الثورة الإسلامية من أصناف الهجمات الإعلامية والأكاذيب والأراجيف والإفتراءات… قبل أن تتوسع الدائرة لحرب ظاهرها “صدام العراق ” وباطنها “أعراب الخليج ” إلى أن زادت توسعا بالهجمات والإغتيالات وأصناف الحصارات الاقتصادية التي لم تتوقف على الثورة الإسلامية يوما.
حدث كل هذا قبل أن يكتشف أعداؤنا الغربيون السُّم الزعاف أي الفتنة بين جناحي الأمة من السنّة والشيعة.
“صحوة” إيران تمضي كسهم من نور منذ ثلاثة عقود, فهل نذكر “الصحوة المؤسِّسَة” لتكون عبرةً وأمانا للصحوة في تونس ومصر وليبيا ؟
لله في عباده أيام رحمة ألا فتعرَّضوا لها.
السيد سامي خضرة
$(function(){ $('#share').click(function(){ $('#social-buttons-container').toggle(); }); });