كل الأساليب الناعمة والخشنة العلنية والسرية الصريحة والمموهة يستعملها الأمريكيون للسيطرة على الشعوب والدول والحكام , وبالتالي على الخيرات , وكثيراً
ما يتخبطون أو تأتي النتائج بخلاف ما خطَّطوا .
وهناك مئات الأمثلة والوقائع الصغيرة والكبيرة على ما تقدم نستذكر منها فقط, تجارب الأمريكيين العلقمية عند غزو فيتنام والصومال وإيران وأفغانستان والعراق وغيرها حيث كانت الخيبة هي نصيبهم الأوفر .
لكن الأمريكيين اكتشفوا في العقد الأخير سلاح الفتنة المبني على التفرقة وإثارة العصبيات وترجموه في ساحتنا الإسلامية بتحريك أوجه الخلاف العادية والطبيعية بين الآراء والمذاهب والاجتهادات في مجتمع المسلمين وهي اختلافات موجودة عند كل الأمم وفي سائر الأزمان والأزمات حيث يختلف الفهم أو يتباين الصدق أو المصلحة أو العصبية فتنشأ خلافات ومنازعات….. فإذا بالأمريكيين يُسيِّرونها ويّؤجِّجونها ويُترجمونها قتالاً ودماء ًوتكفيراً بين أبناء الأمة الواحدة .
فأمة الإسلام هي أمة لها مبادئ وشعارات وتشريع وعبادة ومرجعية من الكتاب والسنة والإجماع …. إلى ما هنالك من مجمل وتفصيل تجعلنا جميعا “أمة الإسلام” ليظهر هذا جليا في الأهداف والتطلعات والعادات المتداخلة والمتسالمة المستفادة من كتاب الله وسنة رسوله (ص), كل هذا قبل أن يُفرض علينا التفرق في القرن الأخير لتصبح لنا مشارب وأهواء وأقطار و”فولكلور” مصطنع بل اختراع “تاريخ” ومظاهر تساهم في التفريق وسلب الهوية !
ومن العجب أن ترى أقارب وأرحام وأبناء العائلة الواحدة , فضلا عن العشيرة والقبيلة … باتت موزعة على بلدين وثلاث وأربع !
حتى بتنا نسمع في السنوات الأخيرة عن رقصات وألبسة واستعراضات تُنسب اختراعا إلى قطر دون آخر “كشخصية مستقلة ” عن المسلم في بلد مجاور .
وأخطر ما نحن فيه في السياسة الإستراتيجية للتفريق , هو إثارة الفتنة بين السُّنة والشيعة وهما جناحا الأمة اللذان بهما طارت وسادت .
وهناك وثائق بين أيدينا ومعلومات تصل تِباعا إلى شخصيات معروفة, تفيد عن توصيات وخطط لمجالس استشارية وجهات رسمية أمريكية بإثارة النعرات والخلافات التاريخية والعقائدية بين السُّنة والشيعة وبكافة الوسائل المُتاحة وليس فقط بالكتب والمنشورات , بل في عصر الفضائيات والمواقع الإلكترونية يُصبح شياع المنكر أمرا سهلا ومتاحا “وسلسا”… ويُصبح التكفير عبادة يُتقرَّب بها إلى الله تعالى !
مَهولٌ ما يُبث عبر الفضائيات من ما يُسمَّى حوارات ونقاشات تخرج عن السياق العلمي وإظهار الحق إلى العصبية والنكاية .
ومَهولٌ أن يُترجم ذلك مواقف سياسية تفضح المسلمين وتُشمت الأعداء بهم .
ومَهولٌ أن يضرب بعضنا بعضا في معركة معروفة النتيجة سلفا في حتمية خسارة المسلمين , كل المسلمين , وغلبة الكافرين .
إن المتأمل في ساحاتنا الإعلامية والإلكترونية والساحات الاجتماعية والسياسية الكويتية والسعودية والعراقية واللبنانية والبحرانية لا يَسَعُه إلا أن يموت كَمَدا جرَّاء اجتماع المسلمين لنُصْرة الأمريكيين !!!
السيد سامي خضرة
$(function(){ $('#share').click(function(){ $('#social-buttons-container').toggle(); }); });