بسم الله الرحمن الرحيم عشية الحادي عشر من شباط 1979تحول الحلم إلى حقيقة : رأيناها ولامسناها وعايشناها , وتنشقنا الكرامة والعزة والاستقلال الحقيقي
من خلالها .
كانت الأمة تعيش كابوس التسلط والظلم والفساد بين الطبقة الحاكمة بلا حدود , وبلا حساب ولا رقيب .
وعندما تحرك الإمام الخميني في ثورة تراكمية , وصبر وشجاعة استثنائيتين , كان ” النصر الممنوع ” هو الحاضر الأكبر ” والواقعي ” لأننا هكذا تربينا وهكذا أريد لنا .
ولما حصل الانتصار تحولت كل الأوهام إلى هباء , وكل الحقائق إلى حياة …. مازلنا نحياها حتى يومنا هذا .
تغير كل شيء :
الجغرافيا والسياسة والحكومات والشعوب المستضعفة الاستكبار العالمي والآمال والمفاهيم…. وبكلمة واحدة , أصبح لنا حيز فاعل في الساحة العالمية , وبتعبير أخر , عدنا إلى تاريخنا المجيد , أو عاد التاريخ ألينا .
إن ما نعيشه اليوم من ثقة وعزة وكرامة , خاصة على الساحة اللبنانية , إنما هو بعض رشحات وبركات الثورة الإسلامية في إيران.
نعم , وبكل فخر “وتهمة ” عادت فلسطين إلى الوجدان والجهاد والمقاومة والتضحية والشهادة , أصبحنا نملك ولو بنسبة ما قرارا ووجودا “وأنسنة” طالما عمل الغرب على تدميرها لتحطمينا.
الثورة الإسلامية في إيران صدّرت طهارتها إلى كل الشعوب خاصة الإسلامية منها , صدّرت هذه الثورة , شاء من شاء وأبى من أبى.
طوال ثلاثين سنة ونحن نرى “نور الخميني” ونقاءه بين الشعوب الإفريقية والحواضر الآسيوية , في الشرق الأوسط كما في كل بقاع العالم الإسلامي.
صدى الثورة ما زال ينطلق ويؤثر ويترك بصماته , فإيران اليوم تملك شبه اكتفاء ذاتي أو على الأقل تسعى إليه , في المجالات :
العسكرية والصناعية والتكنولوجية والزراعية والأكاديمية والإلكترونية….مع كل تفريعاتها , والظاهر مفخرة , والمخفي أعظم.
لم يزر إيران أحد من الأعداء إلا “أبهرته” , ومن الأصدقاء إلا “أفرحته” , وباتت الثورة الإسلامية حاضرة في بقاع العالم السياسية و”النفسية” , وهي على كل حال عامل قوة وسؤدد.
آثار حاضرة حيثما تواجدنا , هي في كل بلادنا , في فلسطيننا , في مقاومتنا , في تونسنا بالأمس القريب , وفي مصرنا ونحن نخط هذه الكلمات .
نور إيران يعبر البلدان , وعندما ينطلق النور تتبدّد الظلمات.
السيد سامي خضرا كاتب لبناني
$(function(){ $('#share').click(function(){ $('#social-buttons-container').toggle(); }); });