ما بال الحظ العاسر يتنقل مع الأمريكيين حيث حلّوا أو إرتحلوا وهو الحليف الأوحد الدائم لهم. في لبنان يتقلبون ومنذ سنوات من هزيمة عادية إلى هزيمة
نوعية، ومن خسارة محسوبة إلى خسائر غير محسوبة.
وفي تونس التي كانوا يتمسكون بزمام أمورها بقبضة دكتاتورية قمعية ويشرفون مباشرة على إنتهاك حقوق الإنسان ومنع الحريات والفساد المتمادي والظلم المتفاقم، فإذا بهم ينهارون بطريقة متسارعة، ذكَّرتنا تماما بالشاه ونظامه وأعوانه وتشاوشيسكو ومصيره وغيرهما…حتى في عدم إستقبالهم في الدول التي قضوا عمرهم في تنفيذ سياستها، فلم يجدوا في آخر عمرهم “تقاعدا” أو ملجأً عندها!
لن نستعرض السياسة الأمريكية في لبنان ونتائجها في السنوات الأخيرة وغرورها المستمر ومكابرتها الجوفاء ،لأن الكثيرين فعلوا ذلك ،لكننا ننظر إلى المقلب الآخر،إلى فريق المقاومة ومناصريه ومحبيه، حيث نرى كل التطورات المحلية والإقليمية تصب في صالحه:
فالإرهاصات الحاصلة في الجزائر اليوم واليمن والأردن وبوادر ما قد يحدث في مصر وغيرها، كلها تشير أن السياسة الأمريكية تتضعضع عضلاتها وتُكفؤ قوتها وتفلت الأمور من يدها .
وفي الداخل اللبناني يتهشم ما بقي من فلول 14 آذار الذين هم بالأصل من كل وادٍ عصا،وفي دراسة إستقرائية يُشكلون جماعة ” لو اجتمعت جماعة الجن على جمعهم ما جمعتهم “!
ومعجزة جمعهم كانت في مصالحهم.
على كل حال:
ثقة المقاومة في لبنان وأنصارها آخذة بالإزدياد دون توقف،وخسائر المناوئين آخذة بالنقصان دون توقف، وروائح الفضائح لم تترك لبنانيا إلا وأصابته ، ومحاولات الإسعاف من المناصب الدينية أصبحت مستهلكة وممجوجة وعديمة التأثير، والتهديد بالفتن يضعف يوما بعد آخر، وميادينه على كل حال محدودة.
اللبنانيون اليوم ينتظرون أحداثا تاريخية هي لصالحهم في مرة من المرات النادرة في تاريخهم:
سوف يشعرون بتنفس نقي وحرية حقيقية وتفلت من القيود وتنعُّم بقول “لا” للأمريكيين وحلفائهم المستعمرين.
كلنا ننتظر أن يمضي قطار تونس :
أ- بوحدة بين أطراف المعارضة كقدر لا مفر منه لتحقيق الآمال المنتظرة .
ب- وغاية اليقظة والحذر من الأجهزة الإستخبارية الغربية وألاعيبها , وهي اليوم بلا شك في ذروة عملها حتى لا يتركوا تونس لأهلها.
وأساليب هؤلاء في التآمر فنٌ وخبرة بلا حدود .
وإلى أن ننتظر قطارات أخرى للحرية والكرامة ..سوف يشعر اللبنانيون بثقة وحرية ما عهدناها من قبل ..وليشهدْ العالم:
ما أروع نعمة قول “لا” للأمريكيين …ومهما كان الثمن.
$(function(){ $('#share').click(function(){ $('#social-buttons-container').toggle(); }); });