29 ربيع الثاني 1431- 16/4/2010
بسم الله الرحمن الرحيم الانسحاق العربي ضيّع فلسطين: في زمن الانسحاق العربي, أصبح التعامل مع ما يسمّى “دولة إسرائيل ” وكأنها دولة استثنائية وأمرٌ
واقعٌ في منطقة لم ترسم حدوداً لنفسها, ولم نعرف نحن حتى اليوم حدودها.
أما الفلسطينيون أهل فلسطين فأصبحوا: عرب 48 – عرب 67 – عرب غزة – عرب الضفة أو الشتات أو المخيمات … وهم كما نحن, ضحية الاستعمار الذي أعاد تشكيلنا وفقاً لمصالحه ومنافعه, على كل الأصعدة, بما يضمن أمن “إسرائيل” وتفوقها على محيطها, وتمثيلها للغرب المحارب.
هذا الإرهاب الاستعماري الفتاك الذي حاربَنا ومازال, مستهدفاً ديننا وقائدنا وجهادنا, والذي نصّب موظفين من رتبة ملوك ورؤساء وزعماء وأمراء, حكّمهم ببلادنا ورقابنا … لا تدوم أنظمتهم إلا بمقدار الرضى عنهم.
فلا تستمعوا إلى انتخابات هزلية تدور في أفغانستان أو العراق أو السودان, لأن المطلوب الشكل والمظهر, أما الحقيقة والحق فلا يؤخذ إلا بقهر العدو المحتل.
في إيران انتخابات حقيقية أعلنوا نتائجها قبل أن تُقفل صناديق الاقتراع!
وفي دول أخى تنتهي الانتخابات ولا تُعرف النتائج حتى بعد أسابيع(1)!
إحفالات 13 نيسان الهزلية:
منذ أيام احتفل بعض الإعلام اللبناني وبمشاركة رسمية بذكرى 13 نيسان 1975 بطريقة استعراضية وبمظاهر تصنّعية , كالصلوات المشتركة والمباريات الرياضية!
ولم يتطرّق أحد للمظلومين والمعتدى عليهم والضحايا والمخطوفين!
فالذين افتعلوا الأحداث ذلك اليوم وارتكبوا المجازر لم يتوبوا عن فعلتهم.
والذين قتلوا الآلاف في حرب السنتين 75 – 76 وأقرّوا بذلك لم يعتذروا.
والذين هجّروا واستباحوا واحتلّوا وخرّبوا, والذين استمرّوا على غيّهم وعلاقتهم مع الاسرائيليين لم يتوبوا.
والذين فتكوا بالجيش والمواطنين والعائلات واستقبلوا الإسرائيليين وأقاموا حواجز مشتركة معهم في الدامور وخلدة والحازمية وغاليري سمعان وحاصروا بيروت ومنعوا عنّا الخبز والماء والوقود وحليب الأطفال … لم يتوبوا.
والذين استقبلوا شارون في قصورهم وأقاموا القنصلية الإسرائيلية في ضبية لم يتوبوا.
والذين قتلوا في ليلة واحدة ألفَي رجل وامرأة في صبرا وشاتيلا لم يتوبوا.
والذين شاركوا الإسرائيليين في فرض انتخابات بشير الجميّل لم يتوبوا.
والذين قتلوا المواطنين في كورنيش المزرعة والبربير والمتحف بمشاركة الجيش الإسرائيلي, لم يتوبوا.
كان الأفضل للحكومة اللبنانية منذ أيام أن تُعلن الرعاية الكاملة الصحية لعشرات المعاقين الذين مازالوا يعانون من هذه الحروب المفتوحة.
كان الأفضل للحكومة اللبنانية والسطحيين والسخفاء والبلهاء المحتفلين أن لا يكيدوا لعائلات أكثر من 17 ألف مخطوف مجهولي المصير.
كان الأجدى القيام بمبادرة احتضان للعائلات والنساء والأمهات والأيتام الذين يُتاجر بهم بعض الجمعيات والأفراد.
فقط, المبادرة الملفتة التي نتوقف عندها هي كلام الزعيم الديني لبعض المسيحيين الذي برر لبعض تجار المخدرات والعصابات بإطلاق النار والدفاع عن أرضهم(2)!
هذا الموقف يؤكّد أن دفاعنا في مواجهة الإسرائيليين بحاجة لنقاش وطاولة حوار, أما اندلاع حرب داخلية فإمكانيتها مفتوحة وتنتظر الإجازة من الأمريكيين والإسرائيليين!
لكل هؤلاء نقول:
مَن يريد الحرب الداخلية والفتنة, لا يملك القدرة, ومن يملك القدرة, لا يريدها.
إن المبادرة الهزلية لكرة القدم وبعض النشاطات السخيفة الأخرى, تؤكد أنّ لبنان, ومنذ قرن ونصف, منذ أحداث 1860 مازال يلهوا ويلعب دون جديّة لحلّ مشاكل الناس:
منذ القائمقاميتين إلى الحروب المتتالية والهُدْنات القصيرة إلى العهود المختلفة, لا تُحلّ مشاكله “بماتش فوتبول” هزلي.
تُحل المشاكل بالإتفاق على الثوابت الواحدة:
من العروبة إلى المحيط المشرقي إلى الموقف من الشركة الإستعمارية “إسرائيل” إلى المقاومة والدفاع إلى إلغاء الطائفية السياسية إلى قيام العدالة غير المشروطة.
وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم.
————————————————————————————
(1): في الأشهر الأولى لسنة 2010
(2): تصريح لصفير يوم الأحد 11/4/2010
$(function(){ $('#share').click(function(){ $('#social-buttons-container').toggle(); }); });